تقسيم النباتات والأعشاب الطبية:
تقسم النباتات إلى تقسيمات عديدة من حيث الاستخدام أو المحتوى الكيميائي لكن من الناحية الصيدلية فإن أهمية النباتات تعود إلى احتوائها على مجموعة متنوعة من المواد العضوية الفعالة التى يمكن استعمالها فى الصيدلية وفى صناعة الدواء.وهذه المواد الفعالة تختلف فيما بينها من عدة أنواع كيميائية وفيزيائية ودوائية وفيما يأتى سوف نذكر أهم المكونات الفعالة النباتية حسب الترتيب الكيماوي الحيوي التالي: القلويدات, الجلوكوسيدات، الزيوت النباتية, المواد الراتنجية, المواد العفصية, الصموغ، المواد المخاطية، اللبن النباتي، المواد المرة,الهرمونات النباتية .
القلويدات:Alkaloids
هي أهم ما فى النبات من مواد دوائية ,وهى من الوجهة الكيماوية عبارة عن مواد عضوية معقدة التركيب تتشابه بوجود ذرة الازوت N فيها الأمر الذى يعطيها صفات المواد الشبيهة بالقلوية Alkali - Like sub وهى مرة الطعم سامة(حيث تعود سمية أكثر النباتات إلى وجود القلويدات فيها)تتواجد في النباتات المختلفة وبخاصة فى الزهرية الراقية منها أما فى النباتات الزينة فإذا استثنينا مهماز الشيلم Claviceps , وفطر عيش الغراب( الفجع) وسرخس كزبرة البئر Adiamtum التى تحوق كمية معتبرة منها فإن القلويدات فيها قليلة جداً.وتتكون غالباً في عضو واحد من النباتات وليس فى كل أجزائه(المورفين الذي يتكون في سمار الخشخاش,والنيكوتين في جذور الطباق والكينا في قلف السنكوبا).ومن هذا العضو ينتقل إلى بقية الأعضاء أو يبقى مستقراً فيه,وتبين أن كمية القلويدات تتغير بتغير مراحل نمو النبات وتتغير أيضاً بين الليل والنهار.وتتواجد القلويدات في خلايا النبات بشكل أملاح لأحماض عضوية غالباً كحمض الخل وحمض المالى وحمض الحماض وحمض الليمون وحمض العفص وغيرها ... أو بشكل أملاح لأحماض معدنية نادراً كحمض الكبريت ( كبريتات المورفين فى نبات الخشخاش ) أو متحدة مع السكريات قلويدات سكرية Gluco.alkaloidsوغالباً ما يحوى النبات الواحد عدة قلويدات لكن أحياناً توجد قلويدات نوعية مميزة فى نبات واحد مثل قلويدات الكينمن فى نبات الكينا, والكوكائين في نبات الكوكا. كما قد نجد عدداً من القلويدات فى عدة أجناس من الفصيلة النباتية الواحدة كوجود قلويد هيوسيامينHyocyamine وسكوبولامينScopolamine في الفصيلة الباذنجانية,وأكثر الفصائل النباتية احتواء على القلويدات هى : القوية Rubicon ,والزنبقيةLiliaceous , والحوذانية Ranunculacea ،والقرنية Leguminaceae , والبربريسية Berberidacea , والخشخاشية Papareraceae , والباذنجانية Solanaceae .
تتكون القلويدات في النبات كغيرها من المواد الدوائية الأخرى نتيجة لعمليات الأيض, أما وظيفتها فما زال علماء النبات فى خلاف حولها فمنهم من يقول إنها مصدر ادخاري للمواد الآزوتية يستفيد منه النبات وقت الحاجة . ومنهم من يقول أنها وسيلة دفاع للنبات بسبب سميتها التى تمنع الحشرات وغيرها عن النبات,ومنهم من يعتقد أنها عبارة عن فضلات النبات التى يتخلص منها بشكل قلويدات, أو أنها مواد منظمة لنمو النبات . ومهما يكن فإن لهذه القلويدات تأثيرات دوائية هامة على الإنسان. ومنذ أن عزل العالم الألماني Surterner قلويد المورفين من نبات الخشخاش( الأفيون)عام1805,مازالت تتوالى اكتشافات القلويدات وعزلها وتصنيفها حتى بلغ عددها اليوم أكثر من ألفين . تؤثر أنواع القلويدات على الإنسان تأثيرات دوائية عظيمة فمنها المسكنات والمهدئات والمنشطات وحالات التشنج وموسعات الأوعية ومضادات الطفيليات وغيرها . وقد صنفت تصنيفات عديدة حسب قاعدتها الكيماوية, لسنا في صدد التفصيل بها,ونذكر كأمثلة عليها القلويدات التالية :نيكوتين Nicotine في نبات الطباق ( التبغ ), إفيدرين Ephedrine فى نبات إفيدرا , كابساسين Capsacin فى نبات الفليفة, مورفين Morphine في نبات الخشخاش, كينين Quinine فى نبات الكينا, أتروبين Atropine فى نبات السيدة الحسناء ( بيلادون ), هيوسين Hyocine وهيوسيامين Hyocyamine في نبات الداتورا ونبات السوكران,بيبيرين Pipperine في الفلفل الأسود , كافيئين Teine فى نبات البن والشاي , أخيلين Achilline فى نبات الأخيليا والقيصوم , تريغونيلين Trigonelline فى نبات الحلبة, إرجومترين Ergometrine في نبات فطر الدابرة الأحمر Claviceps Purpura الذى يتطفل على سنابل الشيلم والقمح والشوفان من الفصيلة النجيلية Graminacea .
جلوكوزيدات Glycosides
الجليكوزيدات هي مركبات نباتية عضوية تتميه أو تتحلل بفعل الأحماض أو الخمائر معطية مادتين : مادة سكرية تسمى جليكون Glycone وهى سكر العنب ليس لها فعالية دوائية إلا أنها تحمل الجزء اللاسكرى من الجليكوزيد إلى منطقة تأثيره فى جسم الإنسان ومادة أو عدة مواد غير سكرية تسمى أجليكون Aglycone أوجينين Genine وهى الجزء الفعال دوائياً من الجليكوزيد. وتتواجد هذه المواد فى خلايا معظم النباتات الراقية,ونادراً ما تتواجد فى النباتات الدنيا,وهى ذات أهمية علاجية كبيرة لا تقل عن أهمية القلويدات منها ما له تأثيرات سمية ومنها المقوى للقلب والمسهل والمسكن والمنبه عصبياً والمدر والمطهر ... وقد استخلص منها العديد , مما كان ومازال له أكبر الأثر فى عالم الدواء والطب كمركبات الديجيتال القلبية مثلاً, وقد جرى تصنيفها حسب نوعية الجزء اللاسكرى ( أجليكون ) الموجود فيها إلى أصناف عديدة .
نذكر أمثلة عليها الأصناف التالية :
I- جلوكوزيدات ستيروئيدية أو المقوية للقلب ( Steroidalg ) : أهم نباتاتها الديجيتال,بصل العنصل , عرف الديك Adonis , الدفلة . مثالها لاناتوزيد Lanatoside, ونوجكسين Digoxine , ديجيتو*ين Digitoxine المقوية للقلب .
II- جليكوزيدات صابونية:وهى زمرة من الجليكوزيدات يكون الجزء اللاسكرى فيها مادة الصابونين Saponine وتمتاز بأن محاليلها المائية ذات رغوة منظفة , ولهذا استعملت منذ القديم فى التنظيف كالصابون . وهى مواد سامة , إذا ما أخذت عن طريق الفم أو حقنت فى العروق الدموية,فتؤدى إلى انحلال فى كريات الدم الحمراء, وهذه السمية شديدة ومميتة حتى لو كانت محاليلها المأخوذة ممددة بالماء.تتواجد الصابونيات في بعض النبات كالعصلج(شرش الحلاوة) وجذر العرق سوس, أزهار حشيشة الدينار, قلف الكويلايا Quillaiasp. والعشبة Smilax مثالها:جليسيريزين Glycerrhizine في عرق السوس,ولها أهمية علاجية كبيرة كما سوف يمر معنا .
III- ج- كبريتية:تتواجد في نباتات العائلة الصليبية بشكل خاص, مثالها :
ج- سينالبين Sinalbine فى بذور الخردل .
IV- ج- سيانيدية : تتواجد فى ثمار اللوز المر وبذور الكتان وغيرها . مثالها :
ج- أميجدالين Amygdaline فى ثمار اللوز المر الذى لا يخلو من السمية .
V - ج- فينولية:مثالها: ج. اربوتين Arbutin فى أوراق عنب الدب .
VI- ج- كحولية:مثالها:ج. ساليسين Salicin المسكن فى قلف الصفصاف والجذور .
VII- ج- فلافونيدية ج. Flavonidai: هي المواد الملونة للنبات المتواجد فيه , مثالها : الأصفر , ويقوى جدار الأوعية الشعرية ويقطع الأنزفة .
VIII- ج- أنتراكينونية Anthraquinone:مواد ذات تأثير مسهل تؤثر على العضلات الملساء فى القولون,تتواجد في الصبار والراوند والحميض والسنا والقشرة المقدسة Cascara, مثالها : Sennoside فى ثمار وأوراق السنا .
IX- ج. قلويدية Glyco-Alkaloid
الزيوت النباتية(الأجسام النباتية)Phyto-lipids
دعيت أدسام النباتات بالزيوت النباتية,حيث أن أكثرها من نوع الزيوت,ووضعت في صنفين هما الزيوت الثابتة والزيوت الطيارة,أما الزيوت الثابتة فتشمل أدساماً غذائية وأدساماً دوائية وأدساماً تستخدم فى الصناعة ,وهى تتواجد في خلايا جميع النباتات الدنيا والراقية,بشكل فطيرات دهنية تسبح فى هيولى الخلية,وتتواجد في جميع أعضاء النبات حيث تشكل إحدى المواد المولدة للطاقة كما مر معنا فى القسم الغذائي,كما أن منها ما هو ضروري للنمو حيث أن جسم الإنسان يعجز عن تكوينه,كحمض لينو لينيك وحمض لينو لينيك اللذين يؤدى الحرمان منهما إلى تساقط الشعر وإلى آفات جلدية متعددة . وهذه الأدسام أيضاً تقي من تصلب الشرايين الذي يحدث كما نعلم بترسب مادة الكولسترول في بطانة الشرايين وإحداث المشاكل الخطيرة الناجمة عن هذا, فتتحد الأجسام النباتية المتناولة مع الكولسترول وتشكل استيرات الكولسترول التي تتصف بالحركة السريعة والدائمة,وبهذا ننظف الشرايين منه ونمنع تراكمه فيها, لهذا السبب يميل الناس لاستخدام الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت عباد الشمس وغيرهما.وكذلك يستخدم بعض هذه الأدسام ذو الميزة المطرية للجلد في الصناعات التجميلية والدوائية وصناعات المنظفات كزيت فستق العبيد وزيت جوز الهند وزيت الزيتون وغيرها , ومن هذه الأدسام ما يملك صفات دوائية هامة كزيت الخروع المسهل,أما الزيوت الطيارة فقد دعيت بالطيارة لأنها تنجز وتتطاير فى الهواء دون أن تتحلل,ودعيت أيضاً بالزيوت الأثيرية لأنها تذوب فى الأثير,وبالزيوت العطرية بسبب رائحتها العطرية,وبالزيوت الأساسية أيضاً,وهى تتواجد في العديد من الفصائل النباتية كالفصيلة الشفوية والمركبة والغازية والسذابية والصنوبرية وغيرها ... حيث تفرز من خلايا داخلية فى النبات أو من قنيات شعرية أو من غدد خاصة بها .
والزيوت العطرية مواد ذات تركيب كيماوى معقد يحوى الكثير من مواد الفحوم الهيدروجينية التي مر ذكرها معنا فى القسم الغذائى ويتبدل هذا التركيب فى النبات حسب الجزء النباتي الذي توجد فيه،أو حسب البيئة أحياناً،وهى غالباً ما تكون متحدة مع الصموغ أو الراتجيات.كما أن النبات قد يكون نوعاً واحداً منها أو نوعين.وتتصف هذه الزيوت بسرعة تبخرها فى الهواء وبطعمها المقبول ورائحتها العطرية المرغوبة وبسهولة استخلاصها من النبات بالعمليات الصناعية البسيطة وقد صنفت هذه الزيوت كيماوياً فى عدة مجموعات لا يهمنا التفصيل فيها, أما وظائفها فى النباتات فمازالت قيد النظريات فيعتقد أنها نتاج عمليات الأيض أو هى عبارة عن مفرغات النبات,أو أنها تجذب الحشرات التى تنقل غبار الطلع للإلقاح أو هى مواد مرممة لأجزاء النبات لـدى إصابتها بجرح أو شق.وللزيوت الطيارة ونباتاتها فوائد جمة عند الإنسان يمكننا إجمالها فيمـا يلى :
-1فوائد طبية:فبعضها ذو تأثير هاضم مسه طارد للريح , كالكمون والكزبرة والكراويا والشمر واليانسون والشبت والبقدونس والزعتر والطرخون والكرفس والجعدة وغيرها ... والبعض الآخر طارد للديدان كالسرمق وآخر طارد للحشرات كالأقحوان .
-11فوائد تجميلية وصناعية:حيث تستخدم في صناعة المواد التجميلية والعطور والأشربة والأدوية وغيرها كالنعناع وحصى البان والمردكوش والياسمين والحلبة والعطرة والزيزفون والسوس والمريمة والورد والريحان والبنفسج وغيرها ...
المواد الراتنجية أو البلاسم Resins :مواد نباتية معقدة التركيب الكيماوى تنتج عن أ*دة بعض الزيوت العطرية ,لا تنحل بالماء, تنحل بالكحول والإيتر وبالزيوت الطيارة,تتواجد في النبات بشكل نتحات( ماينز من السوائل )وقد أصبح بالإمكان تصنيع الكثير منها بشكل مواد صلبة أو شبه صلبة تستعمل فى الصناعة فى الطلاء والصقل والبلاستيك غالباً من أمثلتها :
-1قلفونة Rosin : مادة صفراء صلبة تتخلف عند تبخر التير بنتينا المأخوذة من راتنج الصنوبر .
11- عنبر Amber:مادة شمعية توجد طافية فى شواطئ البحار الإستوائية يظن أنها من أمعاء الحيتان .
111- Copal:صمغ راتنجى لامع صلب يستحصل من بعض الأشجار التى تنمو فى المناطق المدارية . من الأشجار التى تحوى مواد راتنجية نذكر أنواع شجر الصنوبر والفستق والبلسم والفيريولا .
المواد العفصية أو المواد الدباغية Tannins:هي مواد معقدة التركيب الكيماوى كثيرة التواجد فى النباتات تذوب بالماء والكحول والجليسرين وتتواجد غالباً فى الثمار الفجة (غير الناضجة) بشكل خليط من المركبات الفينولية المطهرة.وللمواد العفصية قدرة على ترسيب البروتينات والقلويدات لهذا تستعمل فى الدباغة وتمتاز بتأثيراتها المطهرة والقابضة لهذا تستعمل مضادة للإسهالات وقاطعة للأنزفة.أما وظائفها في النبات فيقال إنها تحميه من الحشرات الضارة,ويقال إن لها دوراً فى عمليات الأيض . أمثلة من النباتات التى تحوى مواد عفصية نذكر السماق والعفص والبلوط .
المواد الصمغية The Gums أو الصموغ:هي مفرزات هلامية مر ذكرها معنا فى بحث السكاكر تفرز من نباتات مختلفة , وتعطى بالإماهات سكاكر خماسية وسداسية ومواد أخرى , والصموغ لاتذوب فى الكحول , تتكون على سطح قلف النبات المجروح وكأنها مادة ترميم،وقد تتواجد بشكل طبيعى لأسباب مازلت غير مؤكدة:مثالها :
-1الصمغ العربي Acacia Arabica يستخرج من أشجار أفريقية من * السنط من الفصيلة القرنية , ويستخدم فى تحضير الحبوب الدوائية والمستحلبات وفى تصنيع الهلام والحلوى,وبشكل عام يستخدم كمادة لاصقة ومغلفة للأدوية.
-11صمغ الكثيراء Astragal us ستخرج من أشجار الكثيراء أو شوك القناة وهى من الفصيلة القرنية . تفيد الصموغ بشكل عام فى معالجة الجروح ومضادة للإسهالات وملينة .
المواد المخاطية أو اللعابية Mucilage :مواد عديدة السكريات , تنحل بالماء معطية محاليل غروية قليلة اللزوجة يعتبرها البعض أنها مخدرات النبات الغذائية . تتواجد فى أعضاء النباتات المختلفة كجذور الختمية والجنازة وأوراق البوشر وحبوب الخردل والكتان وجذور لسان الحمل والأعشاب البحرية وغيرها ... ولهذه المواد تأثيرات ملينة عند الإنسان .
اللبن النباتPhyto milk :هو سائل أبيض مائل إلى الصفرة ينفرز من خلايا أو من قنيات إفرازية تنتشر فى سوق النبات غالباً . وهو غبار عن مستحلب مائي يحوى مزيجاً من المواد البروتينية والسكرية والدسمة والمخاطية والصمغية والعصفية وبعض الأملاح المعدنية والقلويدات. مثاله:لبن نبات الخشخاش الذى يحوى قلويد المورفين المعروف,لبن نبات البابا يا المستخرج من أشجار استوائية دائمة الخضرة تسمى CaricaPapaya تعطى ثماراً كبيرة خضراء صالحة للأكل,والثمار غير الناضجة منها تحوى خميرة Papain التى تهضم البروتينات .
المواد المرة Bitter Subest :مواد معقدة التركيب أيضاً , تتواجد فى العديد من النباتات كأزهار البنفسج والزعفران وبذور الخلة(بنويعها البلدية والشيطانية), وعشبة الشيح, تفيد بأنها تنظم حركات الأمعاء وتزيد الشهية إلى الطعام.
الهرمونات النباتية Phyto Hormones :هي مواد معقدة أيضاً تعمل عمل الهرمونات بحث الغدد المختصة على العمل,وأفضل مثال لها المواد الحارقة لسكر الدم والتي تتواجد فى قشور قرون النباتات البقولية
(وبخاصة الفاصوليا)وفى نبات السذاب Ruta فهى تشبه بفعلها فعل الأنسولين ولهذا معاها البعض بالأنسولين النباتي.كما أن من أمثلتها المواد الأنثوية الإستروجينية التى توجد فى نبات الفصة والينسون والمريمة والبيلسان, والمواد الهرمونية الأخرى فى الجذر والخوذية وأويسة العنب وغيرها ...
الفحوم الهيدروجينية ومشتقاتها : هي مواد مؤلفة من عنصري الفحم والهيدروجين فقط,ولم يعرف شأنها في الكيمياء الغذائية إلا بعد أن علم أنها تتواجد بكثرة في المملكتين النباتية والحيوانية . وعلي الرغم من أنها تتكون من الفحم والهيدروجين إلا أن التكاثف الكبير لذرات الفحم فيها جعل منها مركبات معقدة أشد التعقيد , شأنها شأن المكونات الحية والتي سوف نمر عليها.وقد وضعت في سلسلة كيميائية دعيت بسلسلة التربينات الكبري الناجمة عن تكاثف فحم هيدروجيني غير مشبع اعتبر وحدة لها ودعي بالإيزوبرين وصنفت عدة أصناف لسنا بصدد الدخول في تعقيداتها الكيميائية,بل إن ما يهمنا معرفته هو تواجدها في أغلب النباتات بشكل مواد راتنجية أو عطرية أو مطهرة أو صباغية أو مواد فعالة دوائياً ... أشهر الفحوم الهيدروجينية ليمونين وبينين و cymene .
الأجوال Alcohols (الكحول): تتواجد في النبات بشك حر أو متحد،أمثلتها جيرانيول في نبات العطرة, لينالول في البرتقال،منتول في النعناع، جول القرفة Cinnamic Alcohol في القرفة، وهي ذات رائحة جميلة لهذا تستخدم بشكل واسع في صناعة العطور , وللبعض منها تأثير خافض للضغط أو مسكن للآلام العصبية, أم أغلبها سام.
الألدهيدات Aldehydes :كألدهيد الجاوي وألدهيد القرفة ,مشهية ومطهرة وطاردة للديدان .
الخلونات Cetones : كالمنتون في النعنع ( منشط),والكارفون في الكروايا والكمون,والكافور Camphor في أشجار الكافور والنويون في العفصة Thuja ( مجهض) .
الفينولات Phenols : وتشكل أهم مكونات العطور , أمثلتها الثيمول ونظيرة الكارفاكول في الزعتر , أو جينول في القرنفل, شافيكولchavacol في الفلفل , أببول apiol في البقدونس, أنيتولanetol في الشمر والينسون. والفينولات ذات تأثير مطهر أو مخدر أو مطمث أو طارد للريح أو مضاد للإسهال أو طارد للديدان .
الكيتونات : من أمثلتها جوجلون في الجوز وفيتامين K في النباتات التي سبق ذكرها وهي مواد فعالة تؤثر مضادة للجراثيم أو قاتلة للفطور أو طاردة للديدان أو مخثرة للدم ..
الانتراكينوانات Anthraquinones :مواد مسهلة توجد حرة أو متحدة مع الجليكوزيدات تتواجد في نبات الصبر والراوند والقشرة المقدسة والسنا .
اللاكتونات Lactones :أمثلتها سانتونين santonin في نبات الشيح,وأن أغلب المضادات الحيوية الناتجة من الفطور العقدية هي ذات بنية لاكتونية .
الستيروئيدات steroids توجد حرة أو متحدة مع السكاكر المقوية للقلب.
أمثلتها: أرجوسترول(طليعة فيتامين D)سيتوسترول( واق من تصلب الشرايين),سيتجماسترول ( طليعة لعدد من الهرمونات) .
الحموض العضوية: كثيرة التواجد في النباتات بشكل حر أو متحد . أمثلتها:الحموض الموجودة في العنب والبرتقال والتفاح والليمون وهي مدرة وملينة.حمض الصفصاف مطهر مسكن للألام الرثوية.حمض العفن القابض.حمض القهوة مفرز للصفراء.
المواد الأخرى: إن المواد الأخرى التي سبق ذكر بعضها من مواد مطهرة ومهدئة وحالة للتشنج وفيتامينات وخمائر وعناصر معدنية وسللوز ونشويات وغيرها ليست هي كل ما في النباتات بل ما استطاع العلم كشفه مخبرياً حتى اليوم, ومازالت المخابر عاجزة عن معايرة العديد منها.
التعامل مع الأعشاب والنباتات الطبية:
لقد هيأ الله الظروف البيئية وعوامل المناخ لمساعدة النبات والأعشاب على أنبات بذورها وتفتح أزهارها ونضج ثمارها واكتمال فائدتها.وقد تنوعت أسباب الاهتمام بالأعشاب باختلاف الغرض منها,واتجهت الأنظار في الماضي إلى الأعشاب والنباتات البرية دون المنزعة.
إلا أن العلم الحديث, بفضل طرق التحليل والاستخلاص, أثبت أن النباتات الطبية المنزوعة فى الحقل تحت الإشراف العلمي ووفقاً للأساليب الزراعية الحديثة هى الأضمن والأفضل فى الحصول على أكبر قدر من المواد الفعالة والإنتاجية المحصولية،ولذلك يراعى توافر الشروط الأساسية الآتية فى زراعة النباتات والأعشاب الطبية :
1- اختبار التربة الزراعية المناسبة.
هناك نباتات لا تصلح زراعتها وتكتمل فائدتها الطبية إلا فى الأراضى الرملية مثل نباتات السنامكى والحناء والسحلب والعرقسوس, بينما هناك نباتات مثل الينسون والشمر والكراوية والخلة لا تصلح زراعتها إلا في الأراضي الطينية.
2- اختيار الظروف المناخية المناسبة وأنسب المواعيد للزراعة.
على سبيل المثال أشجار القرفة والصباريات تجوذ زراعتها في البيئات المرتفعة الحرارة والمنخفضة الرطوبة بينما الكركدية والشطة والسنامكى تجوذ زراعتها فى البيئات ذات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية هكذا .
3- استخدام التقاوي المتنقاة .
4- عدم استخدام أي مبيدات كيميائية أثناء الزراعة .
5- الاعتماد على التسميد العضوي بقدر الإمكان .
6- اختيار أنسب المواعيد لجمع وحصاد الأعشاب الطبية عندما يكون تركيز المواد الفعالة في أعلى مستوياته ( سيذكر فى ملحق خاص فيما بعد).
أما فيما يختص بعمليات جمع المحصول ونقله فيجب أن تتم بعناية حتى نضمن خلو العشب الطبى من أى شوائب نباتية أخرى,أو أي إصابات فطرية أو بكترية . ثم بعد ذلك تعبأ النباتات فى عبوات تسمح بالتهوية حتى يتم وصولها إلى أماكن تجهيزها.
أما فيما يختص بالنباتات الطازجة,فإنه يفضل أن يتم نقلها سريعاً على أماكن الإنتاج أو الاستخدام وتنقيتها من المواد الغربية والشوائب.وفى حالة عدم استخدامها في صورتها الطازجة , فإنه يتم تجفيف النباتات بالطرق الصحيحة وتعبئتها فى نوعية معينة من العبوات التي تسمح بالتهوية الكافية,وتخزن في أماكن جيدة التهوية خالية من الرطوبة بعيداً عن تسلل القوارض .
إن تأثير الأعشاب والنباتات الطبية لا يكون علاجاً, بل إن نتائجة لا تظهر إلا بعد 4-6 أسابيع.
إن بعض الأمراض يمكن شفاؤها بعدد كبير من الأعشاب والنباتات الطبية, ولكن عشبة معينة منها تكون الأكثر فائدة عند زيد من الناس , فى حين أن تستعمل الأعشاب عادة بشكل مزيج مكون من مجموعة أعشاب مختلفة الأنواع,ولكن كل واحد منها فعال فى معالجة المرض المقصود معالجة.
إن هذا المزيج من حيث النوع والنسبة يتوقف على :
أولاً: مهارة من يقوم بإعداده وحسن تقديره لحالة المريض المائل أمامه ومزاجه.
ثانيا:ً توافر خبرة سابقة فى استعمال الأعشاب والنباتات الطبية.
إذا لم يحصل أي تحسن بعد استعمال الدواء طيلة الأسابيع المذكورة(بعد 6 أسابيع), فمن المستحسن أن يبدل بغيره,وكذلك إذا وصل التحسن إلى درجة ووقف عندها دون أن يحصل الشفاء,لأن لكل علاج قدرة محدودة تنعدم فائدتها بعد استنفاد هذه القدرة أو اعتياد الجسم عليها,وقد يفيد في مثل هذه الحالات أن يتوقف المريض عن استعمال الدواء ليعود إليه مرة أخرى بعد أسبوعين أو أكثر, حيث يصبح الدواء بعد هذا التوقف مفيداً كالسابق أو أكثر من السابق,كما يستعمل الدواء من الداخل عند استعماله من الخارج.
يجب ألا يتجاوز المريض فى استعمالها المقادير المسموح بها أو المطلوبة للتداوى(الجرعة العلاجية) التي تختلف دائماً باختلاف الدواء و* المريض وسنه والظروف التى يمر بها ...... فمثلً : المرأة فى دور الحيض تصبح أكثر حساسية ويستحسن أن تمتنع طيلة أيام الحيض عن تعاطى كل الأنواع الأدوية,وأن تمتنع فى شهور الحمل الأولى( 3-4 شهور الأولى)عن تعاطي المواد التي تحتوى على كميات كبيرة من"الزيوت الطيارة" كالبصل مثلاً لأنها من المسهلات قد يؤدى استعمالها إلى الإجهاض,وفى الأيام الرضاعة تمتنع عن كل دواء مر المذاق لأنها تنتقل إلى الحليب.