احبابي في الله اليكم هذه المقلة اتمنى ان تستفيدوا منها
الكاميرات الخفية واحدة من أكثر الأجهزة التي ساعدت في كشف الجرائم في الدول المتقدمة، ولان العراق من بين البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات العنف والجريمة كان من البديهي ان يتهافت العراقيون على شراء كاميرات المراقبة، التي ساهمت بالفعل في كشف العديد من الجرائم التي استهدفت عراقيين لأسباب مختلفة،
بيد ان البعض من ضعاف النفوس استغلها لأسباب تتعلق بنزوات وسلوك منحل، وحولها الى وسيلة لاسقاط ضحاياه بهدف ابتزازهم.. تحقيقنا التالي يسلط الضوء على هذا الجانب أي الاستخدام السيء لهذه الكاميرات.
ماذا لو
ماذا سيحدث لو تصرف كل شخص في خلوته على سجيته وعلم في وقت لاحق ان كاميرا تجسس صغيرة جداً كانت تراقب حركاته وسكناته بدقة متناهية؟، كيف ستكون ردة فعله بعد انتهاك خصوصيته المحصنة بأربعة جدران؟، تتناسل علامات الاستفهام بتلقائية عجيبة بينما تشترك أجابات الضحايا (برغم اختلافها وتنوعها) بقواسم مشتركة مثل الدموع والدهشة والغضب.
ما الغرض الحقيقي الذي يختفي وراء هذا السلوك؟، هل ثمة ابتزاز أو تهديد يعقب تلك الجرائم ؟
كشف المستور
• الكاميرات المايكروية التي تهافت الناس على اقتنائها كان دافعها الأساس أمنيا لكن البعض استغلها لتتبع خصوصيات الناس، بعد ان كانت حكراً على رجال الأمن والمخابرات الساعين الى كشف عمليات السطو المسلح والقتل والاختطاف، رأي مقتضب للناشط في مجال حقوق الانسان مازن عبد الوهاب العزاوي الذي تجول في عدد من مناطق بغداد ووجد ان عدداً كبيراً من المحال التجارية تبيع هذه الكاميرات بشكل علني.
ومع ان وزارة الداخلية تدرك اهمية تكنولوجيا الكاميرات التي ساعدت الأجهزة الأمنية في كشف جرائم غامضة لكن العزاوي يحاول لفت الوزارة الى جانب آخر من الموضوع، يقول العزاوي بالحرف الواحد: (انشر هذه المعلومة حتى تنتبه وزارة الداخلية الى الخطر الذي بدأ يهدد المجتمع العراقي المحافظ مع تطور تكنولوجيا تصوير وانتاج وتحوير مشاهد فيديو رصدتها هذه العدسات الخفية).
يطالب العزاوي ايضاً باغلاق أي محل للملابس النسائية يضع كاميرات مراقبة أو أجهزة تنصت داخل غرف تبديل الملابس عملاً بقرار الأمانة العامة لمجلس الوزراء الخاص بمنع تداول الأجهزة ذات الاستعمال الأمني مثل الكاميرات المايكروية وأجهزة الاتصال اللاسلكية.
لكن مهند حسين صاحب مكتب للصيرفة أكد اهمية وجود الكاميرات في محال مثل الصيرفة والذهب والمتاجر الكبرى، لافتا الى ان هذه الكاميرات كشفت عن جريمة قتل عدد من صاغة الذهب وصورت جريمتهم كاملة، كما ان شعور المجرمين بوجود عيون تكنولوجية تراقبهم سيردعهم عن القيام بجرائمهم ويربك خططهم .
تكنولوجيا التجسس
• خبير تقنيات الحاسوب وشبكات الاتصالات المهندس علي هادي علي، يرى ان اجهزة التجسس على خصوصيات الآخرين تستخدم تقنيات معقدة لتحقيق هذا الغرض، منها ما يعتمد على تقنية الإتصال اللاسلكي (WIFI) وتقوم بتسجيل حي للمكان وبث هذا التسجيل عن طريق شبكة الانترنيت اللاسلكية الى (الراوتر) المتصل بها، ويمكن ادارتها والتحكم بها عن بعد بواسطة اي جهاز متصل بنفس الشبكة، وهناك أجهزة تستخدم الإتصال من خلال شريحة الموبايل (GSM NETWROK) وأخرى تعتمد على تقنية (UHF) التي تؤمن اتصالات بعيدة المدى، ويتم تخزين البيانات على ذاكرة (SD) التي يمكن مراجعتها في أي وقت.
يضيف علي ان كاميرات التجسس تكون ذات أحجام مختلفة وأشكال متنوعة كـ (ميدالية مفاتيح) أو (جهاز إنذار الحريق) أو (ولاعة سجائر) أو (ساعة يد) أو (منبه) أو (ساعة حائط) أو (مرآة جدارية) أو (قلم) أو (تقسيم ثلاثي للتيار الكهربائي) أو (قبعة) أو (ساعة رقمية) أو (تلفزيون بلازما) أو (لوحة فنية) أو (علب المناديل الورقية) أو (معطر غرف) أو (وعاء نبات الظل) أو (علاقات الملابس) أو (نظارة شمسية) أو (مصابيح كهربائية) أو (فلاش كومبيوتر) أو (دمية اطفال/ وهي لاسلكية تستطيع نقل البيانات لمسافة 100 متر الى جهاز التحكم)، ويستطيع كل متصل بشبكة الانترنيت ان يبحث عن (spy camera) ليجد المزيد من الأشكال والأنواع ذات السعر الزهيد نسبياً.
ويؤكد ان أغلب كاميرات التجسس تلتقط الصوت والصورة بدقة عالية وتستطيع العمل لساعات وأيام طويلة (حسب السعة الخزنية المتوفرة)، ويمكن الاتصال بها عن طريق مكالمة هاتفية والاستماع الى الأصوات الموجودة داخل الغرفة بواسطة شريحة (SIM card) مثبتة في الكاميرا، ويمكن ايضاً ارسال رسائل (sms) كأوامر لتفعيل التسجيل أو ايقافه أو التقاط صورة وارسالها فضلا عن تسجيل المقاطع الفيلمية المطلوبة على ذاكرة (SD) أو بث تسجيل مباشر واستقباله عن طريق موبايل حديث.
ويلخص المهندس علي سبل كشف هذه الكاميرات وتعطيل عملها، قائلاً : هناك كاميرات متطورة جدا تعمل في حالات معينة وتقوم باطفاء نفسها في حالات أخرى ولا يمكن اكتشافها بسهولة، الا ان هناك وسائل يمكن من خلالها حماية الأماكن الخاصة من اجهزة التجسس، عن طريق : (حجب وتشويش جميع الاتصالات في رقعة جغرافية معينة) و(البحث بأجهزة كشف الذبذبات في أرجاء المكان عن هذه الكاميرات والعثور عليها) و (التفتيش بواسطة تطبيقات الموبايل التي يمكن تحميلها من المتاجر الالكترونية المتاحة عن عدسة كاميرا التجسس بعد غلق انارة الغرفة وتشغيل الفلاش وتوجيهه في ارجاء المكان، وفي حالة ظهور وميض على شاشة الهاتف المحمول فان ذلك يعني انك عثرت على الهدف المطلوب).
رادع قانوني
• ينصح المحامي محمد الساعدي كل امرأة تعرضت الى انتهاك خصوصيتها من خلال تصويرها بكاميرات تجسس من دون ان تعلم ثم ابتزازها أو تهديدها عن طريق صور ومقاطع فيديو بتحريك شكوى قضائية تستند الى أحكام المادة (434) من قانون العقوبات ضد المتهم الذي قام بهذا الفعل، وبعد صدور القرار من قبل المحكمة المختصة تستطيع المشتكية ايضاً إقامة دعوى مدنية في محاكم البداءة تطالب فيها بالتعويض المناسب.
سلوك مذموم
• يؤكد الشيخ عبد الكريم طه الربيعي/ امام وخطيب مسجد المصطفى في البلديات، ان بناء علاقات اجتماعية متينة بين افراد المجتمع الواحد، يجب ان تسبقها مرحلة تأسيس قاعدة أخلاقية صلبة تحفظ الاحترام المتبادل بين هؤلاء الأفراد، وتحمي حقوقهم من أي إساءة أو عدوان، ومن السلوكيات الشاذة التي تدك اركان المجتمع السليم هي التجسس على الآخرين من دون علمهم والاطلاع على اسرارهم وعوراتهم من خلال اجهزة تصنت أو كاميرات مراقبة غير ظاهرة للعيان، وقد حرم الله سبحانه وتعالى ظاهرة التجسس حين قال في محكم كتابه العزيز : (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا/ سورة الحجرات الآية 12)، وفي هذا الصدد فان لكل انسان كيانا وآراء وتصرفات وممارسات خاصة، لا يحب أن يطلع عليها أحد، ولا يحق لأي مخلوق أن يهتك هذه الخصوصية سعياً وراء معرفة أسرار الغير والبحث بوسائل خفية عن بواطن يحرصون على إخفائها، وهذا ما تنهى عنه الآية الكريمة.
هاجس دائم
• (هناك من يتربص بك، يراقب حركاتك وسكناتك، ينتهك خلوتك الخاصة، فكوني على حذر)، هاجس دائم ينبغي ان يراود كل إمرأة عفيفة ترغب في الاحتفاظ بتفاصيل حياتها اليومية الخاصة بعيداً عن عيون المتطفلين المهووسين بكاميرات التجسس، وحتى لا تصبحين (الضحية القادمة) حاولي كشف هذا المتطفل الذي يؤمن قطعاً بعبارة: (أنا اتجسس .. إذن أنا في بؤرة الحدث).