لكل ظالم نهاية
معظمنا يُدرك هذا المعنى و يحذره
نعم .. يحذر أن يظلم أو يكون حتى سببا في ظلم أحد
و لكن هناك قلوبا قد أصبحت أشد قسوة من الحجارة
ظلمت و تمادت في ظلمها ..
ظنت أن إمهال الله لها .. هو نصر لها
ظنت أنها بفوزها و انتصاراها على من ظلمته
قد انتهى كل شئ و انتهت القصة
و لكن وأسفاه على ضعف عقول هؤلاء الظلمة
وأسفاه على عمى بصائرهم و تناسيهم
أن هناك رب لهذا الكون
رب لا ينسى
رب يمهل و لا يهمل
فلا يفيق هؤلاء إلا بصفعة قوية من الجبار
صفعة تنزل على الظالم نارا و حسرة و ألما
و على المظلوم نصرا و جبرا لخاطره و تعويضا له
و اليوم ..
قرأت قصصا عجيبة لأناس غرتهم الحياة الدنيا
فظلموا .. بل و تمادوا في ظلمهم
و أمهلهم الله لعلهم يرجعوا ..
و لكنهم لم يفهموا إمهال الله لهم ..
فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر
و ها هي قصتهم يرونها بأنفسهم
فاستمعوا لهم لعلها يكون فيها العظة و العبرة :
تحدث (ت .ر) قائلاً:
(استدنت من رجل مبلغ مائتي ألف ريال من اجل إتمام أحد المشاريع
وبعد انتهاء المدة المحددة لاعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكني قمت بطرده
وأنكرت انه أعطاني أي مبلغ خاصة انه لم يأخذ مني أي إثبات).
توقف ثم واصل قائلاً :
لم أكن اعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي ، فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال
ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني.
وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا عقاب من الله ولكني مع الأسف
لم استمع إليها وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعز ما أملك وهم أبنائي الثلاثة
في حادث سيارة أثناء عودتهم من الدمام .
ويتابع: وأمام ذلك الحدث الرهيب قررت بدون تردد إعادة الحق لصاحبه
وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني
ذي السنوات السبع فهما كل ما بقي لي!
~~~~~~~~
قصة أخرى يرويها (سعد) فيقول:
كنت أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة ارض زراعية حاولت كثيراً مع صاحبها
أن يتنازل عنها ولكنه رفض.. ويواصل :
قررت في النهاية الحصول على الأرض ولو بالقوة خاصة انه لا يملك اوراقاً
تثبت ملكيته للأرض التي ورثها عن والده، حيث إن أغلب الأهالي في القرى
لا يهتمون كثيراً بالأوراق الرسمية. ويواصل :
أحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما ستين ألف ريال مقابل الشهادة أمام المحكمة
إنني المالك الشرعي للأرض وبالفعل بعد عدة جلسات استطعت الحصول على تلك الأرض
وحاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع إن الخبراء أوضحوا لي أنها ارض صالحة للزراعة،
أما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الأرضية تتسلط عليها في وقت الحصاد
لدرجة إنني خسرت الكثير من المال .
وبعد أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي قمت بإعادة الأرض لصاحبها
فإذا بالأرض التي لم تنتج قد أصبحت أفضل إنتاجا من مزرعتي
أما الحشرات فقد اختفت ولم يعد لها أي اثر.
~~~~~~~~
و يسرد (ح) تجربته المريرة قائلاً:
عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين أحد الطلاب المتفوقين
فقررت بعد تلك المشاجرة أن أدمر مستقبله ، ويتابع :
لا يمكن أن يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر
ومعي مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطاها ووضعتها في حقيبة ذلك الطالب
ثم طلبت من أحد أصدقائي إبلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات وبالفعل تمت الخطة بنجاح،
وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات . ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني نتيجة الظلم الذي صنعته بيدي ،
فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببه يدي اليمُنى. وقد ذهبت للطالب في منزله
أطلب منه السماح ولكنه رفض لأنني تسببت في تشويه سمعته بين أقاربه
حتى صار شخصاً منبوذاً من الجميع واخبرني بأنه يدعو عليّ كل ليلة لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة.
ولأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد استجاب الله دعوته ،
فهاأنا بالإضافة إلى يدي المفقودة أصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر !
ومع أني أعيش حياة تعيسة فإني أخاف من الموت لأني أخشى عقوبة رب العباد.
~ما رأيكم بمصير هذا الظالم ؟
الحمد لله قاهر الظالمين
والمنتقم من الجبارين
لا إله إلا هو رب العالمين
،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله والتابعين .
أحبتي :
ربي جل وعلا بين في كتابه أن الميزان عنده ليس بالذرة فحسب ، فهذه الذرة مع صغرها لكن ربي العدل يجزي بمثقال الذرة .
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ًيره ومن يعمل مثقال ذرة شرا ًيره " .
هاتان الآيتان ختام سورة الزلزلة من قصار السور في القرآن ومع أن أبناءنا يحفظونهما ويرددونهما لكن ما نقول في كبير لا يهتم لهما .
إن ربي جل وعلا يجزي بمثقال ذرة خير ٍ خيرا كثيرا .
وإن ربي يملي للظالم بظلمه حتى إذا أخذه لم يفلته .
" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون "
" فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام "
حتى إذا آن أوان مجازاة الظالم فلا قوة على وجه الأرض بل ولا في الكون كله يمكن أن تمنع " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " .
الظلم ظلمات يوم القيامة ، والمظلوم له رب ينصره في الدنيا قبل الآخره .
تنام عيناك والمظلوم منتبه ٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم
فبالله عليك كيف تجرؤ على أن تبيت ظالما ؟ !
لقد ساق الله في كتابه ما يكفي للاعتبار . ولكن سنن الله في الكون تأبى إلا أن ترينا مصارع الظالمين .
سأحدثك
بقصة هذا الظالم فلعلها تطير النوم من عين كل ظالم ، وما أظن والله أن من
له قلب يستطيع أن ينام بظلمه ، ومن يدري فرحمة الله واسعة فلعل ظالم يقرأها
فلا ينتظر المبيت بل يبادر من وقته إلى من ظلمه ليتمنى منه المسامحة فمن
يدري متى تنزل عقوبة الظالم .
هذه القصة حدثت في حي كان يسكن فيه
خالي الدكتور أبو عبد الله وعاصرها بنفسه ورواها لي ، وقد ذكرت مصدرها
لأؤكد أنها واقعية وليست نسجا من خيال .
رجل استأجر أجير فجعل الأجير يعمل ثم لا أجر ثم يعمل ثم لا أجر ثم يعمل ولا أجر .
طالب الأجير بماله فلم يعطيه ، ويبدو أن الرجل قد تعود الظلم نعوذ بالله من الران على القلب .
لجأ الأجير إلى تخويف صاحب العمل بالجبار جل في علاه ، ولكن لم يجدي .
بدء المظلوم يتكلم وراح الخبر ينتشر ، فزاد الظالم في ظلمه ظانا ً أنه سيتخلص من هذا الأجير المزعج وتنتهي القصة .
لفق صاحب العمل للأجير تهمه تم على أثرها القبض عليه وثبتت التهمه المحبوكة وتم ترحيل الأجير المظلوم من بلد هذا الظالم .
فرح الظالم بظلمه ولم يدرى أن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .
ركب
الظالم سيارته الجديدة جدا ً ذات الدفع الرباعي وانطلق يشق الرمال في
الصحراء والله عز وجل قد أنظره إلى تلك اللحظة وهاهو العقاب نازل وأمر لله
للسيارة نازل قفي ، فمن يستطيع أن يحركها خطوة واحدة ؟ !
السيارة الجديدة تقف ؟ ! نعم إنه بأس ربك " فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا " ؟ .
وأين وقفت في وسط الرمال في صحراء مقفرة ، ولكن مازالت فرصة النجاة موجودة .
أخرج هاتفه المتحرك ، ولكنه لا يعمل .
كيف انقطع الإرسال فجأة ؟ !
إنه أمر الله وعفوك يا ربي عفوك .
بقي
هذا الظالم يوما كاملا يحاول النجاة فلم يستطع حتى فتح محرك سيارته وشرب
ماء تبريد المحرك ليعجل موته قبل أن تكون أسرته قد تحركت للبحث مع الجهات
الرسمية ليجدوه في اليوم التالي ميتا ً بجوار سيارته .
ميتة شنيعة أليس كذلك ؟
فما بالكم بعذاب الآخرة ؟
" ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون "
" ولعذاب الآخرة أشد وأبقى "
والله يتمنى الإنسان أن لو خرج من كل مظلمة من مظالم العباد ولو بمال الدنيا .
يا رب سلمنا في هذه الدنيا من ظلم العباد .
يا رب إنا نخاف إن عصيناك عذاب يوم عظيم ، فأجرنا يا ربي منه .
وصل وسلم يا ربي على المبعوث بالعدل النبي أحمد وعلى آله ومن تعبد .
والله يتمنى الإنسان أن لو خرج من كل مظلمة من مظالم العباد ولو بمال الدنيا .
يا رب سلمنا في هذه الدنيا من ظلم العباد .
يا رب إنا نخاف إن عصيناك عذاب يوم عظيم ، فأجرنا يا ربي منه .
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال :
(
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا
عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا
من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ،
فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر
الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري
فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ،
يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما
نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في
صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما
ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم
أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا
نفسه ) .
اذا دعتك قدرتك الي ظلم الناس فتذكر قدره الله عليك