| باب الصلاة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 7:33 pm | |
| بإذن سأطرح بعض الاحاديث المتعلقة بالصلاة من كتاب عمدة الاحكام مع شرحها لفضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم
الحديث الأول
حديث المسيء صلاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهعنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَدَخَلَرَجُلٌ فَصَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليهوسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ . فَرَجَعَفَصَلَّى كَمَا صَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللهعليه وسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ - ثَلاثاً -فَقَالَ : وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أُحْسِنُ غَيْرَهُ ,فَعَلِّمْنِي , فَقَالَ : إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ , ثُمَّاقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ معك مِنْ الْقُرْآنِ , ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّىتَطْمَئِنَّ رَاكِعاً , ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً , ثُمَّاُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً, ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّجَالِساً . وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا .
في الحديث مسائل :
1= هذا الحديث أصل وعُمدة عند العلماء في إثبات أركان الصلاة ، وبعضهم يُسمِّيها فروض الصلاة . وهذا الحديث يُعرف بحديث المسيء صلاته . قال الإمام القرطبي في التفسير : وأما فروضها [ يعني الصلاة ] فـ : استقبال القبلة والنية وتكبيرة الإحرام والقيام لها وقراءة أم القرآنوالقيام لها والركوع والطمأنينة فيه ورفع الرأس من الركوع والاعتدال فيهوالسجود والطمأنينة فيه ورفع الرأس من السجود والجلوس بين السجدتينوالطمأنينة فيه والسجود الثاني والطمأنينة فيه . ثم ذَكَر أن الأصل في ذلك حديث الباب . وقال الإمام النووي : وفيه دليل على وجوب الاعتدال عن الركوع والجلوس بين السجدتين ووجوبالطمأنينة في الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين وهذا مذهبنا ومذهبالجمهور ولم يوجبها أبو حنيفة رحمه الله تعالى وطائفة يسيرة ، وهذا الحديثحجة عليهم وليس عنه جواب صحيح ، وأما الاعتدال فالمشهور من مذهبنا ومذاهبالعلماء يجب الطمأنينة فيه كما يجب في الجلوس بين السجدتين .
2= في هذه الرواية وَرَد ذِكر السلام دون الردّ . وفي رواية للبخاري ومسلم : ثم جاء فَسَلَّم عليه ، فقال له رسول الله صلىالله عليه وسلم : وعليك السلام ارجع فَصَلِّ ، فإنك لم تُصَلِّ ، فرجعفصلى ، ثم جاء فَسَلَّم ، فقال : وعليك السلام ، فارجع فَصَلِّ ، فإنك لمتُصَلِّ . ويكون ردّ السلام مطوياً في الرواية الأولى . وفي هذه الرواية زيادة فائدة ، وهي جواز قول : وعليك السلام في الردّ على الشخص الواحد .
3= في رواية للإمام أحمد من حديث رِفاعة بن رافع الزُّرَقي : والذي بعثك بالحق لقد أجهدت نفسي فعلمني وأرِني ، فقال له النبي صلى اللهعليه وسلم : إذا أردت أن تصلى فتوضأ فأحسن وضوءك ، ثم استقبل القبلة ، ثمكبر ، ثم اقرأ ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تطمئن قائما ، ثماسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئنساجدا ، ثم قم فإذا أتممت صلاتك على هذا فقد أتممتها ، وما انتقصت من هذامن شيء فإنما تنقصه من صلاتك . ففي هذه الرواية زيادة تعليم الوضوء واستقبال القبلة .
4= المقصود بقوله : " ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ " أي بعد قراءة الفاتحة ، مع جواز الاقتصار على الفاتحة . روى الإمام أحمد من حديث رِفاعة بن رافع الزُّرَقي – وفيه – : فقال : يا رسول الله علمني كيف أصنع ؟ قال : إذا استقبلت القبلة فكبر ، ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت ،فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكِّن لركوعك ، فإذا رفعترأسك فأقم صُلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ، وإذا سجدت فَمَكِّن لسجودك، فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى ، ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة .
فَدَل الحديث برواياته على أن : استقبال القبلة شرط لصحّة الصلاة . وعلى أن : تكبيرة الإحرام والقيام لها وقراءة أم القرآن والقيام لها والركوعوالطمأنينة فيه ورفع الرأس من الركوع والاعتدال فيه والسجود والطمأنينةفيه ورفع الرأس من السجود والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه والسجودالثاني والطمأنينة فيه ؛ أنها أركان كما تقدّم نقله عن القرطبي والنووي .
5= قوله عليه الصلاة والسلام : " ارجع فَصَلِّ ، فإنك لم تُصَلِّ " مراراًيدل على أن الصلاة التي يَنقُرها صاحبها لا تُسمى صلاة بلسان الشرع ، ولايُعتدّ بها ، ولا تُجزئ .
6= ودل هذا الحديث على أن الذي لا يطمئن بعد الركوع ، ولا بين السجدتين لا تصح صلاته . وقد رأى حذيفة رجلا لا يُتِمّ ركوعه ولا سجوده ، فلما قضى صلاته قال لهحذيفة : ما صليت . قال أبو وائل : وأحسبه قال : لو مِتّ مت على غير سنةمحمد صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري .
إذاً فليست العِبرة بالأداء بقدر ما هي العبرة بإقامة الصلاة ، ولذلك فإن الله لم يأمر بمجرّد الصلاة ، وإنما أمر بإقامتها . وقد جاء في الحديث : إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تُقبل له صلاة ؛ لعلهيُتمّ الركوع ولا يُتمّ السجود ، ويُتمّ السجود ولا يُتمّ الركوع .
7= الضابط في الطمأنينة : ما جاء في حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه : " حتى يعود كل فقار مكانه " .
فإذا عاد كل عضو إلى مكانه فقد اطمئن الْمُصلِّي .
والله تعالى أعلم.
| |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 7:35 pm | |
| الحديث الثاني
الحديث في تمام صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمره بالتخفيف
عَنْأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : مَا صَلَّيْتُ وراء إمَامٍقَطُّ أَخَفَّ صَلاةً ، وَلا أَتَمَّ صّلاةً مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليهوسلم .
في الحديث مسائل :
1= تقدّم الكلام على أمره صلى الله عليه وسلم بالتخفيف ، وأنه مع ذلك كانيُطيل في بعض الأحيان ، وأن الأمر بالتخفيف في مُقابِل التطويل الذي يشقّعلى الناس .
2= التخفيف لا يعني الإخلال بالصلاة من حيث أركانها وواجباتها بل وسُننها . فقد جاء الحث على المحافظة على ركوعها وسُجودها ، فمن ذلك : قوله عليه الصلاة والسلام : لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود . رواه أبو داود وابن ماجه . وفي حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعاً : لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده . وقوله عليه الصلاة والسلام : أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته . قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ، أوقال : لا يُقيم صلبه في الركوع والسجود . رواه الإمام أحمد . وقوله عليه الصلاة والسلام : من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهنووضوئهن ومواقيتهن ، وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة ، أو قالوَجَبَتْ له الجنة . رواه الإمام أحمد . وفي رواية له : قال من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها يراها حقا لله عليه حُرِّمَ على النار .
3= جَمْعُه صلى الله عليه وسلم بين التخفيف والتمام والْمُقارَبة بين أركان الصلاة . روى مسلم من طريق ثابت عن أنس قال : ما صَلَّيتُ خَلْفَ أحَدٍ أوجزَ صلاةمن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام ؛ كانت صلاة رسول الله صلىالله عليه وسلم مُتقارِبة ، وكانت صلاة أبي بكر متقاربة ، فلما كان عمر بنالخطاب مَـدّ في صلاة الفجر ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: " سمع الله لمن حمده " قام حتى نقول : قد أوْهَم ، ثم يسجد ويقعد بينالسجدتين حتى نقول : قد أوهم .
4= في هذا الحديث رد على من تمسّك بظاهر الأمر بالتخفيف ، فإن الذي أمربالتخفيف عليه الصلاة والسلام كان يُتمّ صلاته ، ولم يُـرَ أحسن منها . والله تعالى أعلم . | |
|
| |
ɒσиᴊωαи {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
المساهمات : 2595 العمر : 104
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 9:31 pm | |
| بارك الله فيك حبيبي سلمت يداك | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 9:52 pm | |
| وفيك مشكور ع المرور العطر | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 9:53 pm | |
| الحديث الثالث
في قراءة أكثر من سورة ، والإخلال بالترتيب عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍفَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ , فَيَخْتِمُ بـ " قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِصلى الله عليه وسلم فَقَالَ : سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصنَع ذَلِكَ ؟فَسَأَلُوهُ . فَقَالَ : لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ,فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهعليه وسلم : أَخْبِرُوهُ : أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّهُ .
في الحديث مسائل :
1= جواز قراءة أكثر من سورة في الركعة الواحدة .
2= جواز الإخلال بترتيب السُّور في المصحف حال القراءة في الصلاة وفيخارجها ، حيث إن من يقرأ ويختم بـ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " سوف يُخلّبالترتيب ، سواء في الركعة نفسها أو في الركعة التي تليها . ويُفرِّق العلماء بين ترتيب الكتابة في المصحف وبين ترتيب القراءة . قال الإمام النووي رحمه الله : ولو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ التيقبلها ، أو خالف المولاة فقرأ قبلها ما لا يليها جاز ، وكان تاركاً للأفضل، وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفقٌ على منعه وذمِّـه ؛ فإنهيُذهب بعض أنواع الإعجاز، ويزيل حِكمة الترتيب . اهـ . قال السيوطي رحمه الله : فترتيب النـزول غير ترتيب التلاوة .
وسبق قول حذيفة رضي الله عنه : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلةفافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة ،فمضى فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها. رواه مسلم .
3= فيه أن للمسلم أن يُحب بعض سور القرآن ، ويُردّدها أكثر من غيرها . فقد يجد المسلم من نفسه أنه يُحب سورة من سور القرآن ، ويُكثر من قراءتها فلا حَرَج في ذلك . وهذا الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم قال : فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا . وأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم .
4= فضل سورة الإخلاص . فعن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " يُرددها ،فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له - وكأن الرجليَتَقَالَّها - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنهالتعدل ثلث القرآن . رواه البخاري .
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال أيعجز أحدكم أن يقرأفي ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال : قل هو اللهأحد تعدل ثلث القرآن . رواه مسلم . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احشدوا فإنيسأقرأ عليكم ثلث القرآن . فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليهوسلم فقرأ " قل هو الله أحد " ثم دخل فقال بعضنا لبعض : إني أرى هذا خبرجاءه من السماء ، فذاك الذي أدخله ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلمفقال : إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا إنها تعدل ثلث القرآن .رواه مسلم .
5= تَضَمُّن هذه السورة لصفات الله عز وجل . وفي الحديث دليل لأهل السنة على إثبات صفات الله عز وجل ، وأنه مذهبالصحابة رضي الله عنهم ، وقد أقرّهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك .
6= فيه الاستفصال قبل الإنكار فيما يسوغ فيه الخلاف " سَلُوهُ لأَيِّشَيْءٍ يَصنَع ذَلِكَ ؟ " وهذا في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف ، وليسفي إنكار المنكر .
والله تعالى أعلم . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:00 pm | |
| الحديث الـرابع
تأذي الملائكة بالروائح الكريهة
عَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضياللهُ عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ أَكَلَالثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ،فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بنو آدمَ .
في الحديث مسائل :
1= استشعار حضور الملائكة للصلوات ، واحترام هذا الحضور ولو مع غير الرؤية .
2= احترام شعور المصلِّين ، سواء في الروائح الكريهة كالثوم والبصل والكراث ، أو روائح السجائر والتدخين ، أو روائح الجوارب . أو كان ذلك بالأصوات كأصوات تنظيف الأنف ، التي تتقزّز منها النفوس ، ويتأذى منها الناس .
3= الحرص على عدم أذيّـة الناس ، لأن المصلي في الجماعة يطلب مزيد الأجر ، فلا يطلب مزيد الأجر بارتكاب ما يأثم به .
4= قاس العلماء على هذا الحديث : من يتأذى الناس منه بلسان أو حال . قال القرطبي في التفسير : قال العلماء : وإذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يتأذى به ففيالقياس أن كل من تأذّى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب اللسان سفيهاعليهم ، أو كان ذا رائحة قبيحة لا تريمه ، لسوء صناعته ، أو عاهة مؤذية ،كالجذام وشِبهه ، وكل ما يتأذى به الناس ؛ كان لهم إخراجه ما كانت العلةموجودة حتى تزول . وقال : قال أبو عمر بن عبد البر : وقد شاهدت شيخنا أبا عمر أحمد بن عبد الملك بنهشام - رحمه الله - أفتى في رجل شكاه جيرانه ، واتفقوا عليه أنه يؤذيهم فيالمسجد بلسانه ويده ، فَشُوور فيه فأفتى بإخراجه من المسجد وإبعاده عنه ،وألا يشاهِد معهم الصلاة ، إذ لا سبيل مع جنونه واستطالته إلى السلامة منه. فذاكرته يوما أمره وطالبته بالدليل فيما أفتى به من ذلك ، وراجعته فيهالقول ، فاستدلّ بحديث الثوم وقال : هو عندي أكثر أذى من أكل الثوم ،وصَاحِبه يمنع من شهود الجماعة في المسجد . اهـ . والجامع بينها أن هذا مما يتأذى منه بنو آدم .
5= لو كان جماعة المسجد كلهم يأكلون الثوم – مثلاً – فهل يُنهون عن أكل الثوم ؟ أو يُقال : إنه لا أحد منهم يتأذى بمثل هذه الروائح ؟ الصحيح : أنه يجب احترام المساجد وتعظيمها ، وأن العلة ليست تأذى الناس فحسب ، وإنما يُضاف إليها تأذى الملائكة . ففي حديث الباب النص على ذلك : فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بنو آدمَ .
والله تعالى أعلم . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:01 pm | |
| الحديث الخامس
الأمر بتخفيف القراءة في العشاء
عَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضيالله عنهما : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِمُعَاذٍ :فَلَوْلا صَلَّيْتَ بِـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى , وَالشَّمْسِوَضُحَاهَا , وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَالْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ.
في الحديث مسائل :
1= سبب وُورد الحديث : قال جابر بن عبد الله : أقبل رجل بناضحين وقد جنح الليل فوافق معاذا يُصليفترك ناضحه وأقبل إلى معاذ ، فقرأ بسورة البقرة أو النساء ، فانطلق الرجلوبَلَغَه أن معاذا نال منه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إليهمعاذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا معاذ أفتان أنت - أو فاتنثلاث مرار - فلولا صليت بـ سبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى ،فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة . رواه البخاري . وفي رواية له : أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى اللهعليه وسلم ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة ، فقرأ بهم البقرة قال : فتجوّزرجل فصلى صلاة خفيفة ، فبلغ ذلك معاذا ، فقال : إنه منافق فبلغ ذلك الرجلفأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إنا قوم نعملبأيدينا ، ونَسْقِي بنواضحنا ، وإن معاذا صلى بنا البارحة فقرأ البقرة ،فتجوزت فَزَعَم أني منافق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا معاذأفتان أنت ثلاثا ، اقرأ والشمس وضحاها ، وسبح اسم ربك الأعلى ، ونحوها . وفي رواية لمسلم : كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتيفيؤمّ قومه ، فصلى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ، ثم أتى قومهفأمَّهم ، فافتتح بسورة البقرة ، فانحرف رجل فَسَلَّم ، ثم صلى وحدهوانصرف ، فقالوا له : أنافقت يا فلان ؟ قال : لا والله ، ولآتين رسول اللهصلى الله عليه وسلم فلأُخْبِرَنّـه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال : يا رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار ، وإن معاذا صلى معكالعشاء ثم أتى فافتتح بسورة البقرة ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى معاذ فقال : يا معاذ أفتان أنت ؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا .
وفي هذه الروايات من الفوائد والأحكام ما لا يُحصى ، فمنها : • أن هذا الرّجل انصرف لطول صلاة معاذ رضي الله عنه ، ولكونه تَرَك ناضحه " بعيره " ثم دَخَل في الصلاة ، فلم ينصرف غيره . • أنهم كانوا يَعملون بأيديهم ، فهم مَهَنة أنفسهم ، فيأتون بعد تَعَب وعناء . • جواز صلاة المفترِض خَلْف المتنفِّل ، فإن معاذاً رضي الله عنه يُصليصلاة العشاء خَلْف النبي صلى الله عليه وسلم مأموماً ، فإذا صلّى الفريضةأتى قومه فأمّهم له نافلة ولهم فريضة . وسوف يُورِد المصنف هذا الحديث ليستدلّ به على أن الصلاة واحدة ، التييُصليها معاذ معه صلى الله عليه وسلم ، والتي يُصليها بِقَومِه . • أن تارك صلاة الجماعة مَغموز عليه بالنِّفاق ، ولذلك قال ابن مسعود رضيالله عنه : ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كانالرجل يؤتي به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف . رواه مسلم . وقال ابن عُمر رضي الله عنهما : كنا إذا فقدنا لإنسان في صلاة العشاءالآخرة والصبح أسأنا به الظن . رواه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان . • جواز الانصراف والانفراد في حال العُذر . • أن من انصرف عن إمامه في حال العُذر لا يَبني على صلاته مع إمامه ،وإنما ينصرف ويستأنف ، فإنه في رواية مُسلم : فانحرف رجل فَسَلَّم ، ثمصلى وحده . • جواز ذِكر الإنسان باسمه في حال الشكوى . إلى غير ذلك من الفوائد . ومعرفة سبب وُورد الحديث ورواياته مُهمة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فإن العلم بالسبب يُورِث العلم بالمسبب .
2= عِلّة التخفيف في العشاء : أنها بعد جُهد يوم كامل ، وبعد تَعَب . ومراعاة الْكَبِير وَالضَّعِيف وَذُي الْحَاجَةِ .
وهذا لا يُراعى غالبا في الفجر ، وقد تقدّم الكلام على القراءة في الفجر .
3= لم يُغلِظ النبي صلى الله عليه وسلم لِمعاذ ولم يغضب كما غضب في حديث أبي مسعود رضي الله عنه ، وقد تقدم . وذلك لأن الموقف قد يقتضي ما لا يقتضيه غيره من المواقف . ولأن الشخص قد يَكتفي بالكلام اليسير ولا يَكتفي غيره .
والله تعالى أعلم . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:02 pm | |
| شرح أحاديث عمدة الأحكام
الحديث الـسادس في التعوّذ بعد التشهّد الأخير
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو : اللَّهُمَّإنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَمن عَذَابِ النَّارِ ,وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ , وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِالدَّجَّالِ . وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ : إذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْبِاَللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ , يَقُولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْعَذَابِ جَهَنَّمَ . ثم ذَكّر نحوه .
في الحديث مسائل :
1= أهمية هذه الأربع والاستعاذة منها : عذاب القبر ، وعذاب النار ، وفتنة المحيا ، وفتنة الممات ، وفتنة الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ .
2= إثبات عذاب القبر ، وقد أنكره بعض المعتزلة من نحا نحوهم وسار بِسيرهم ، وعذاب القبر حق . قال ابن دقيق العيد : فِي الْحَدِيثِ إثْبَاتُ عَذَابِ الْقَبْرِ . وَهُوَمُتَكَرِّرٌ مُسْتَفِيضٌ فِي الرِّوَايَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ . وقد تقدّم التفصيل في هذه المسألة في شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وهو الحديث الثامن عشر .
3= إثبات فتنة المسيح الدجال ، وأنه أعظم فتنة ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة ، لِما أعطاه الله ومكّنه مما فيه فتنة . وقد أنكره قوم ، وتأوّله آخرون ! فقد تأوّل بعض المعاصرين أن المقصود به : الحضارة الغربية ، أو اعوجاج الضمير اليهودي ! وهذا تأويل مرفوض ، إذ كيف يُتصوّر أن يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم منالمسيح الدجال ، ويأمر أصحابه بالاستعاذة منه ، ويُخبر بمكانه ، وبما معه، وجهة خُروجه ، وأنه يَخرج من جهة المشرق ، وأنه يَتبعه سبعون ألف منيهود أصبهان ، كما في صحيح مسلم ، وأصبهان اليوم في إيران ! ثم يُتأوّل بعد ذلك هذا التأويل الفاسد ؟! وقد أخبر تميم الداري النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى من الدجّال ،فصدّقه النبي صلى الله عليه وسلم ، وذَكَر عليه الصلاة والسلام أنه وافقالذي حدّثهم عن الدجال ، والحديث بِطوله في صحيح مسلم .
4= معنى فتنة المحيا : قال ابن دقيق العيد : مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الإِنْسَانُ مُدَّةَحَيَّاتِهِ ، مِنْ الافْتِتَانِ بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِوَالْجَهَالاتِ ، وَأَشَدُّهَا وَأَعْظَمُهَا - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِتَعَالَى : أَمْرُ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ .
5= معنى فتنة الممات : قال ابن دقيق العيد : يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا الْفِتْنَةُ عِنْدَالْمَوْتِ . أُضِيفَتْ إلَى الْمَوْتِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ . اهـ . وفُسِّرتْ فتنة الممات بأنها فتنة القبر . وكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا ، أو نفتن عن ديننا . رواه البخاري ومسلم .
وكان سلف هذه الأمة يخافون على أنفسهم من فتنة المحيا ومن فتنة الممات وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : وما يؤمنني وإبليس حَـيّ ؟! قال جبير بن نفير : دخلت على أبي الدرداء مَنْزِله بحمص فإذا هو قائم يصليفي مسجده ، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق ، فلما انصرف ، قلت: غفر الله لك يا أبا الدرداء ! ما أنت والنفاق ؟ قال : اللهم غفرا -ثلاثا - من يأمن البلاء ؟ من يأمن البلاء ؟ والله إن الرجل ليفتتن في ساعةفينقلب عن دينه . وقد ورد أن الشيطان تمثّل لبعض الصالحين عند الموت . قال صالح بن أحمد بن حنبل : لما حضرت أبي الوفاة فجلست عنده والخرقة بيديأشدّ بها لحيته . قال : فجعل يغرق ثم يفيق ويفتح عينيه ويقول بيده هكذا :لا بعد . لا بعد . لا بعد . ففعل هذا مرة وثانية ، فلما كان في الثالثةقلت له : يا أبتِ إيش هذا الذي لهجت به في هذا الوقت ؟ فقال : يا بني أماتدري ؟ قلت : لا . فقال : إبليس لعنه الله قائم بحذائي عاضّ على أناملهيقول : يا أحمد فتني ! فأقول : لا ، حتى أموت . وقال عطاء بن يسار : تبدّى إبليس لرجل عند الموت فقال : نجوت ! فقال : ما نجوت ، وما أمنتك بعد . ففتنة المحيا هي ما يكون في الحياة من الردّة – عياذاً بالله – أو ما يكون من الضلال بعد الهدى ، والمعصية بعد الطاعة . وفتنة الممات شاملة لفتنة الاحتضار ، وحضور الشيطان عند الميت ، ولفتنة القبر وسؤاله .
6= استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم مع عصمته منها : قال القاضي عياض رحمه الله تعالى : ودعاء النبي صلى الله عليه وسلمواستعاذته من هذه الأمور التي قد عُوفي منها وعُصم إنما فعله ليلتزم خوفالله تعالى وإعظامه والافتقار إليه ، ولتقتدي به أمته ، وليبين لهم صفةالدعاء والمهم منه . ذَكَرَه النووي . وكذا قال الحافظ العراقي في طرح التثريب : اسْتِعَاذَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذِهِالأُمُورِ مَعَ أَنَّهُ مُعَاذٌ مِنْهَا قَطْعًا فَائِدَتُهُ إظْهَارُالْخُضُوعِ وَالاسْتِكَانَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ وَالافْتِقَارِ ،وَلِيَقْتَدِيَ بِهِ غَيْرُهُ فِي ذَلِكَ ، وَيُشَرِّعَ لأُمَّتِهِ . اهـ.
7= حُكم الاستعاذة من هذه الأربع في الصلاة : قال الإمام النووي : قوله : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعلّمهمهذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن ، وأن طاوساً رحمه الله تعالى أمرابنه حين لم يَدْعُ بهذا الدعاء فيها بإعادة الصلاة ؛ هذا كله يدل علىتأكيد هذا الدعاء والتعوذ والحثّ الشديد عليه ، وظاهر كلام طاوس رحمه اللهتعالى أنه حَمَل الأمر به على الوجوب ، فأوجب إعادة الصلاة لفواته ،وجمهور العلماء على أنه مستحب ليس بواجب ، ولعل طاوساً أراد تأديب ابنهوتأكيد هذا الدعاء عنده لا أنه يعتقد وجوبه ، والله أعلم . قال العراقي : وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرْطُبِيُّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَإنَّمَا أَمَرَهُ بِالْإِعَادَةِ تَغْلِيظًا عَلَيْهِ لِئَلا يَتَهَاوَنَبِتِلْكَ الدَّعَوَاتِ فَيَتْرُكَهَا فَيُحْرَمَ فَائِدَتَهَاوَثَوَابَهَا . اهـ .
8= مكان الاستعاذة : في التشهد الأخير بعد التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ العراقي : فِيهِ اسْتِحْبَابُ الإِتْيَانِ بِهَذَا الدُّعَاءِبَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ ، وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الْعُلَمَاءُمِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ . وقال : وَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ حَزْمٍ مِنْ وُجُوبِ ذَلِكَ عَقِبَالتَّشَهُّدِ الأَوَّلِ لَمْ يُوَافِقْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، ثُمَّ إنَّهُتَرُدُّهُ الرِّوَايَةُ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا مِنْ عِنْدِ مُسْلِمٍالَّتِي فِيهَا تَقْيِيدُ التَّشَهُّدِ بِالأَخِيرِ ، فَوَجَبَ حَمْلُالْمُطْلَقِ عَلَى الْمُقَيَّدِ ، لا سِيَّمَا وَالْحَدِيثُ وَاحِدٌمَدَارُهُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
9= ورَدَتْ الاستعاذة في آخر الصلاة من غير هذه الأربع ، فمن ذلك استعاذته صلى الله عليه وسلم من المأثم ومِن المغرم . ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعوفي الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيحالدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات ، اللهم إني أعوذ بك منالمأثم والمغرم . فقال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم . فقال : إنالرجل إذا غَرِمَ حَدَّث فكذَب ، ووعد فأخلف . رواه البخاري ومسلم . وهذا من باب الاستعاذة مما يُورِث النفاق العملي ، وهو الكذب وإخلاف الوعد . والله تعالى أعلم . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:03 pm | |
| الحديث الـسابع
في نوافل الصلاة
عنعبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليهوسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر ، وركعتين بعد الجمعة ، وركعتينبعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء . وفي لفظ : فأما المغرب والعشاء والجمعة ففي بيته . وفي لفظ للبخاري : أن ابن عمر قال : حدثتني حفصة أن النبي صلى الله عليهوسلم كان يصلي سجدتين خفيفتين بعد ما يطلع الفجر ، وكانت ساعة لا أدخل علىالنبي صلى الله عليه وسلم فيها .
في الحديث مسائل :
1 = مِن روايات الحديث : في رواية للبخاري : قال ابن عمر : حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبلالظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب في بيته ، وركعتين بعد العشاءفي بيته ، وركعتين قبل صلاة الصبح - كانت ساعة لا يُدخل على النبي صلىالله عليه وسلم فيها - حدثتني حفصة أنه كان إذا أذّن المؤذن وطلع الفجرصلى ركعتين .
2 = حديث ابن عمر هذا لم يستوعب السنن الرواتب ، فلم يُذكر فيه سوى ثماني ركعات من السنن الرواتب كما ذُكِر فيه الصلاة بعد الجمعة ، وهي ليست من السُنن الرواتب ، وإنما هيمستقلة ، وسيأتي مزيد بيان فيما يتعلق بالجمعة في أبواب الجمعة – إن شاءالله – . ووردت أحاديث أخرى في السنن الرواتب ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَـنْثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة : أربعا قبل الظهر ،وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبلالفجر . رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه . ومعنى ثابر : أي حافظ وداوم عليها وفي حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول : من صلى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة بُني له بيتفي الجنة . رواه مسلم . وهذا وإن كان لفظه عاماً إلا أن من صلى السن الرواتب وحافَظَ عليها دخل في هذا الوعد .
3 = وردت نوافل غير ما ذُكِر في حديث الباب منها : " أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء " رواه أبو داود . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبلالظهر وقال : أنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وأحب أن يصعد لي فيهاعمل صالح . رواه الترمذي . ومن نوافل الصلاة ؛ صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . ومنها أيضا صلاة ركعتين بين كل أذان وإقامة لقوله صلى الله عليه وسلم :بين كل أذانين صلاة - قالها ثلاثا - قال في الثالثة : لمن شاء . متفق عليه. ومنها صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب قال أنس – رضي الله عنه – : وكنا نصلي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب . متفق عليه . وقال – رضي الله عنه – : كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغربابتدروا السواري فيركعون ركعتين ركعتين حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجدفيحسب أن الصلاة قد صُليت من كثرة من يصليهما . رواه مسلم .
4 = فضل السنن الرواتب وفائدتها فمن فوائدها : 1 - أنها مما تُنال به محبة الله ، كما في حديث أبي هريرة وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . رواه البخاري . 2 – أنها مما يُسد بها خلل ونقص الصلاة المفروضة . كما في قوله عليه الصلاة والسلام : إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامةمن أعمالهم الصلاة . قال : يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم - :انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كُتبت له تامة ، وإنكان انتقص منها شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوعقال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم . رواهالإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
5 = الأفضل في صلاة النوافل عموما أن تكون في البيوت ؛ لما في ذلك من الفوائد الكثيرة ، ومنها : أ – أنه أقرب إلى الإخلاص ، ولذا فإن الأفضل للمصلي أن يُصلي السنن حيث لايراه الناس لقوله عليه الصلاة والسلام : أفضل صلاة المرء في بيته إلاالصلاة المكتوبة . رواه البخاري ومسلم . ورواه أبو داود بلفظ : صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة . وقال صلى الله عليه وسلم : فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراهالناس ، كفضل المكتوبة على النافلة . رواه الطبراني في الكبير ، وهو فيصحيح الترغيب . ويُستثنى من ذلك صلاة التراويح والتهجد لورود النص في الصلاة مع الإمام حتى ينصرف . ب – أن لا تُشبّه البيوت بالمقابر التي لا يُصلى فيها ، لقوله عليه الصلاةوالسلام : اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا . رواه البخاريومسلم . جـ - أن يكون الإنسان قدوة لأهل بيته ، فيقتدي به الصبيان ويرونه يُصلي فيُصلّون معه . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعللبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا . رواه مسلم.
6 = الصلاة بعد الجمعة سُنة وليست من السنن الرواتب ففي رواية للبخاري لحديث الباب : وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين . وفي رواية لمسلم بلفظ : فكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته . 7 = السنة للمسافر أن لا يُصلي السنن الرواتب عدا راتبة الفجر ، لما رواهالبخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : صحبت النبي صلى الله عليهوسلم فلم أره يسبح في السفر . يعني به السنة الراتبة ؛ لأن ابن عمر نفسهروى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم النافلة في السفر على الراحلة كما عندالبخاري ومسلم ، ويُستثنى من ذلك راتبة الفجر ، فإن النبي صلى الله عليهوسلم لم يتركها في سفر ولا في حضر .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر . وفي لفظ لمسلم : ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها .
في الحديث :
1 = تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم لراتبة الفجر ، فكان لا يتركها في حضر ولا في سفر . وهذا يدل على تأكيدها ، فهي من السنن الراتبة ، وهي من السنن المؤكَّدة . وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : صلى النبي صلى الله عليهوسلم العشاء ، ثم صلى ثماني ركعات ، وركعتين جالسا ، وركعتين بين النداءين، ولم يكن يدعهما أبدا .
2 = فضل راتبة الفجر ، وهي التي يُطلق عليها في بعض الأحاديث : ركعتي الفجر ، وتُسمى الرغيبة .
3 = جاء عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم في شيء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر .
4 = قوله : " خير من الدنيا وما فيها " ليس المقصود بـ ( الدنيا ) دنياالشخص نفسه ، ولكنه العموم ، أي خير من الدنيا من أولها وآخرها ، وهو يدلّعلى عِظم أجر هاتين الركعتين . ويدلّ على فضل راتبة الفجر ، وعظيم أجرها . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُخفف راتبة الفجر ، حتى قالت عائشة رضيالله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاةالصبح حتى إني لأقول : هل قرأ بأم الكتاب . رواه البخاري ومسلم وثبت أنه كان يُخفف القراءة في راتبة الفجر . فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر : قل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيركعتي الفجر في الأولى منهما ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَإِلَيْنَا ) الآية التي في البقرة ، وفي الآخرة منهما ( آَمَنَّابِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) رواه مسلم . وفي رواية له : قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتيالفجر : ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) والتيفي آل عمران ( تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) . والله تعالى أعلى وأعلم . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:04 pm | |
| الحديث الثامن
في مُضاعفة أجر صلاة الجماعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الرجل في الجماعة تُضَعَّفُ علىصلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسنالوُضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يَخطُ خطوة إلا رفعتله بها درجة وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلى لم تزل الملائكة تُصلي عليهما دام في مصلاه : اللهم صلِّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ماانتظر الصلاة .
في الحديث مسائل :
1 = في بعض نُسخ العمدة : اللهم صلِّ عليه ، اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . وهذا اللفظ " اللهم اغفر له " جاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلىفيه ما لم يُحدِث تقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . رواه البخاري .
2 = في رواية لمسلم : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تفضل صلاة في الجميع علىصلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة . قال : وتجتمع ملائكة الليل وملائكةالنهار في صلاة الفجر . قال أبو هريرة : اقرأوا إن شئتم : ( وَقُرْآَنَالْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) .
3 = اختُلِف اختلافا كبيرا على الدرجات ، وعلى التفاضل والتفاوت فيما بينها ففي حديث ابن عمر " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة " وفي حديث أبي هريرة هذا " صلاة الرجل في الجماعة تُضَعَّفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفا " وفي حديث أبي سعيد مرفوعا : صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بخمس وعشرين درجة . رواه البخاري . وذكر ابن الملقِّن أوجها كثيرة في سبب هذا الاختلاف ورجّح الحافظ ابن حجر الفرق بين الصلاة السرية والجهرية ، فقال : السبعمختصة بالجهرية ، والخمس بالسرية ، وهذا الوجه عندي أوجهها . اهـ . وقال الشيخ ابن باز : والأظهر عموم الحديث لجميع الصلوات الخمس . اهـ . والذي يظهر أن هذا التفاوت بين السبع والعشرين والخمس والعشرين هو تابِع لتفاضل الجماعة وما يحتف بالصلاة فمن ذلك : ما جاء في حديث الباب نفسه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذَكَرالتفاضل قال : " وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوُضوء ثم خرج إلى المسجد لايخرجه إلا الصلاة " ففي هذا القدر زيادة بيان سبب المضاعفة بالسبعوالعشرين درجة ، وإذا انتفى هذا القدر نقص الأجر . وذلك أن من يخرج من بيته متطهِّراً للصلاة لا يُخرجه إلا الصلاة ، وأدرك تكبيرة الإحرام أنه يفضل من لم يفعل ذلك . كما أن إحسان الوضوء يفضل من لم يُحسن الوضوء ، ولذا لما صلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم الفجر فقرأ فيهما بالروم ، فالتبس عليه في القراءة ،فلما صلى قال : ما بال رجال يحضرون معنا الصلاة بغير طهور ؟ أولئك الذينيلبّسون علينا صلاتنا ، من شهد معنا الصلاة ، فليحسن الطهور . رواه الإمامأحمد . وأن من أحسن الطهور غُفِر له فيفضل بذلك من لم يفعل ذلك ، ويكون بينهما هذا التفاوت . وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلمتوضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال: من توضأ هكذا ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلاالصلاة غُفِر له ما خلا من ذنبه . رواه مسلم . وأصله في الصحيحين . كما أن في هذا الحديث فضل من ينتظر الصلاة ، فيُمكن أن يكون من يُصليوينتظر الصلاة أو يبقى في مصلاه أنه يفضل من صلى ثم خرج ، وتقدّم فيالحديث السابق قوله عليه الصلاة والسلام : أعظم الناس أجرا في الصلاةأبعدهم فأبعدهم ممشى ، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظمأجراً من الذي يصلي ثم ينام . رواه البخاري ومسلم .
4 = واختلفوا أيضا في الدرجة والجزء ، وهل هي بمعنى واحد أو لا . والذي يظهر أنهما بمعنى واحد ، والمقصود مُضاعفة صلاة الجماعة على صلاة الفرد بهذا القدر ففي رواية لمسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا : صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده . وهذا يعني أن صلاة المصلِّي في جماعة أفضل من صلاة المنفرد لو صلّى سبعا وعشرين مرة . قال أبو القاسم البغوي : سمعت عبيد الله القواريري يقول : لم تكن تكادتفوتني صلاة العتمة في جماعة ، فنـزل بي ضيف فشغلت به ، فخرجت اطلب الصلاةفي قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا ، فقلت في نفسي يُروي عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال : صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشريندرجة ، وروي خمسا وعشرين درجة ، وروي سبعا وعشرين ، فانقلبت إلى منـزليفصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ، ثم رقدت فرأيتني مع قوم راكبي أفراس وأناراكب ونحن نتجارى ، وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم فالتفت إليّآخرهم فقال : لا تجهد فرسك فَلَسْتَ بِلاحِقنا ! قال : فقلت : ولِمَ ؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة .
5 = هل في هذا الحديث الإذن في الصلاة في السوق أو في البيت ؟ الجواب : لا ولكن من فاتته الصلاة فصلّى في بيته أو في سوقـه فإنه لا يُدرك هذه الدرجات .
6 = هل يُشرع للذاهب إلى الصلاة أن يُقارِب أو يُسارع الخُطى ؟ يرى بعض العلماء أن المشي المعتاد أفضل لقوله عليه الصلاة والسلام : إذاأقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون ، وعليكم السكينة ، فماأدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا . رواه البخاري ومسلم . وروى عبد الرزاق في المصنف عن ثابت البناني قال : أقيمت الصلاة وأنس بنمالك واضع يده عليّ قال فجعلت أهابه أن أرفع يده عني وجعل يقارب بين الخطى، فانتهينا إلى المسجد وقد سبقنا بركعة وقد صلينا مع الإمام وقضينا ما كانفاتنا ، فقال لي أنس بن مالك : يا ثابت اعمل بالذي صنعت بك . قلت : نعم.قال : صنعه بي أخي زيد بن ثابت . ورواه البيهقي في الشعب عن ثابت قال : مشينا مع أنس فجعل يقارب بين الخطى. قال : يا ثابت لِمَ لا تسألني لم أفعل بك هذا ؟ قال : ولم تفعله ؟ قال :إني مشيت مع زيد بن ثابت ففعل بي مثل هذا ، ثم قال : لِمَ لا تسألني لِمَأفعل . قال : أردت أن تكثر خطاي للمسجد . وفي رواية له : ليكون أكثرلِخُطانا . وروى أبو داود الطيالسي قول ابن مسعود رضي الله عنه : من سرّه أن يلقىالله غداً مسلماً - وزاد في آخره - ومن توضأ فأحسن وضوءه ثم خرج عامـداإلى المسجد كتب الله لـه بكل خطوة حسنة ، ورفع له بـها درجة ويكفر عنهبـها خطيئة ، وإنا لنقارب بين الخطى . وأصل قول ابن مسعود في صحيح مسلم . قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبرانيفي الكبير قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نريد الصلاةفكان يقارب الخطى ، فقال : أتدرون لم أقارب الخطى ؟ قلت : الله ورسولهأعلم . قال : لا يزال العبد في الصلاة ما دام في طلب الصلاة . وفيه الضحاكبن نبراس وهو ضعيف ، ورواه موقوفا على زيد بن ثابت ورجاله رجال الصحيح كذافي مجمع الزوائد . اهـ . فهذه الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم تدل على أن مقاربة الخطى واردة . والله أعلم .
7 = فضل المشي إلى المساجد ، وذلك أن من مشى إلى الصلاة " لم يَخطُ خطوة إلا رفعت له بها درجة وحُطّ عنه بها خطيئة " .
8 = معنى صلاة الملائكة . أي دعاء الملائكة لمن صلى وجلس في مُصلاه ما لم يُحدِث أو يخرج من المسجد . قال أبو العالية : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء . علّقه البخاري .
9 = فضل انتظار الصلاة ، وأن من انتظر الصلاة فهو في حُكم المصلّي ، فلايُشبِّك بين أصابعه ، والأفضل أن يشتغل بِذِكر الله وقراءة القرآن إن كانيُحسن قراءة القرآن .
والله تعالى أعلى وأعلم . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:04 pm | |
| الحديث الـتاسع
في استقبال القبلة في النافلة في السفر
عن عبد الله بن عمر رضي اللهعنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسَبـِّح على ظهر راحلته حيثكان وجهه ، يومئ برأسه ، وكان ابن عمر يفعله . وفي رواية : كان يُوتر على بعيره . ولمسلم : غير أنه لا يُصلي عليها المكتوبة . وللبخاري : إلا الفرائض .
في الحديث مسائل :
1 = معنى يُسبِّح : أي يتنفّل ، وقد يُطلق على النافلة : السُّبحَة . روى مسلم من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال :صحِبت ابن عمر في طريق مكة ، قال : فصلى لنا الظهر ركعتين ، ثم أقبلوأقبلنا معه حتى جاء رحله ، وجلس وجلسنا معه ، فَحَانَتْ منه التفاتة نحوحيث صلى ، فرأى ناسا قياما ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ قال : قلت :يُسبِّحون . قال : لو كنت مُسبِّحا لأتممت صلاتي . أي لو كنت متنفلاً . وهذا فيما يتعلق براتبة الصلاة . قال ابن حجر في قول ابن عمر " لو كنت مُسبِّحا لأتممت صلاتي " : إنما أراد به راتبه المكتوبة لا النافلة المقصودة كالوتر . اهـ . وحديث الباب يدل على ذلك ؛ لأن ابن عمر نقل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته ، ونُقِل عن ابن عمر أنه كان يفعله .
2 = قوله : " على ظهر راحلته " ، أي في السفر ، فإنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على راحلته في المدينة . وهذا يدلّ على أن الصلاة على الراحلة أو السيارة خاص بالسفر . فقد روى البخاري من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة أن أباه أخبره أنه رأىالنبي صلى الله عليه وسلم صلى السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيثتوجهت به . واختار شيخنا الشيخ عبد الكريم الخضير – حفظه الله – أن للمقيم أن يُصلي في السيارة إذا خشي فوات وقت الراتبة .
3 = جواز الصلاة على الدواب ، سواء كانت من الإبل ، كما يُفهم من لفظ "راحلة " وتجوز على الحمار ، فقد روى مسلم عن ابن عمر قال : رأيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يصلي على حمار وهو موجِّه إلى خيبر .
4 = قوله : " حيث كان وجهه " يدلّ على عدم اشتراط استقبال القبلة في النافلة حال السفر . وعند مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يُصلي وهو مُقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه .قال : وفيه نزلت : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) . ومعلوم قطعا أنه في هذه الحالة لا يُمكن أن يستقبل الكعبة ؛ لأن المدينة تقع في جهة الشمال من مكة .
5 = قوله : " يومئ برأسه " أي يُشير به في الركوع والسجود ، ويكون السجود أخفض من الركوع .
6 = قوله : " وكان ابن عمر يفعله " ما فائدة هذا اللفظ ؟ فائدته أن هذا الفعل ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه لم يُنسخ .
7 = قوله : " وفي رواية : كان يُوتر على بعيره " هذا من ذِكر الخاص بعدالعام ، فالوتر من جنس النافلة ، وذلك لئلا يُفهم أن الوتر لا يصلح علىالدابة . ولقول ابن عمر هذا قصة . فقد أخرج مسلم من طريق سعيد بن يسار أنه قال : كنت أسير مع ابن عمر بطريقمكة . قال سعيد : فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ، ثم أدركته ، فقال لي ابنعمر : أين كنت ؟ فقلت له : خشيت الفجر فنـزلت فأوترت ، فقال عبد الله :أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ؟ فقلت : بلى والله . قال :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير . وفي لفظ لمسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة قبلأي وجه توجه ، ويوتر عليها ، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة . رواه مسلم.
8 = " غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة " أي لا يُصلي الفريضة على راحلته . وفي رواية البخاري : " إلا الفرائض " والمعنى واحد . وهذا من الأحكام التي اختلفت فيها الفريضة عن النافلة . فالفريضة يُشترط لها استقبال القبلة ، والنافلة لا يُشترط لها . و القيام في الفريضة رُكن ، وليس هو كذلك في النافلة . وهذا يدلّ على أن النافلة مبنية على التخفيف . قال ابن الملقِّن : وأجمعت الأمة على أن المكتوبة لا تجوز إلى غير القبلة ولا على الدابة إلا في شدة الخوف .
9 = متى يجوز للمصلي أن يُصلي صلاة الفريضة على الراحلة ؟ إذا كان في حال خوف أو كان لا يستطيع النـزول ، أو كانت الأرض طينا لا يُمكنه الصلاة معه . قال ابن الملقِّن : ولو كان في ركب وخاف لو نـزل للفريضة انقطع عنهم ولحقه الضرر صلى عليها [ أي على الدابة ] . اهـ .
10 = جمهور العلماء على أن المسافر سفر معصية أنه لا يترخّص برخص السفر . | |
|
| |
فلسطيني ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 19
| موضوع: رد: باب الصلاة السبت ديسمبر 11, 2010 10:05 pm | |
| لحديث الـعاشر في الترديد خَلْف المؤذِّن
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم المؤذِّن فقولوا مثل ما يقول المؤذِّن .
في الحديث مسائل :
1 = رواية البخاري ومسلم لحديث الباب بلفظ : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن .
2 = استحباب رفع المؤذِّن صوته بالنداء ؛ لأن مقصود الأذان إعلام الناس وإبلاغهم ، ولأن ما يسمع صوت المؤذِّن يشهد له . فقد روى البخاري من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري أنأبا سعيد الخدري قال له : إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمكأو باديتك فأذّنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء ، فإنه لا يسمع مدى صوتالمؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة . قال أبو سعيد : سمعتهمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3 = فضل التأذين : 1 – يشهد له كل ما يسمع صوته . 2 – أن المؤذنين قدوة في ذلك إذ يُردد الناس خلفهم . 3 – طول أعناق المؤذنين لقوله عليه الصلاة والسلام : المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة. رواه مسلم . 4 – أن من أذّن محتسبا ثنتي عشرة سنة وَجَبت له الجنة . اقوله عليه الصلاة والسلام : من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة ، وكتبله بتأذينه في كل يوم ستون حسنة ، ولكل إقامة ثلاثون حسنة . رواه ابن ماجه، وصححه الألباني . ولما كان هذا الفضل للمؤذنين شُرِع للناس أن يُشاركوهم في هذا الفضل في الترديد خلف المؤذِّن . 5 – أن المؤذّنين يدعون الناس إلى فعل الخيرات . قالت عائشة رضي الله عنها : نزلت هذه الآية في المؤذنين قوله تعالى : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) . 6 – أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمؤذِّنين بالمغفرة ، فقال عليهالصلاة والسلام : اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين . رواه الإمام أحمدوأبو داود والترمذي . وروى بيان وإسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قال عمر رضيالله عنه : لو كنت أطيق الأذان مع الخلافة لأذّنت . رواه ابن أبي شيبة . 4 = لفظ حديث الباب عام في أنه يقول مثل ما يقول المؤذِّن ، فهل هو على عمومه ؟ حديث الباب عام وهو مخصوص بحديث عمر عند مسلم قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر ، فقال أحدكم :الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال : أشهد أنلا إله إلا الله ، ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله ، قال : أشهد أنمحمدا رسول الله ، ثم قال : حي على الصلاة قال : لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال : حي على الفلاح ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال :الله أكبر الله أكبر ، قال : الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : لا إله إلاالله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة . وجاء مثله عن معاوية رضي الله عنه كما عند البخاري .
5 = يُستحب أن يُردد عقب انتهاء المؤذِّن للتعقيب بالفاء : فقولوا مثل ما يقول ، وهذا كقوله : فإذا كبّر فكبِّروا .
6 = ماذا يقول إذا فرغ المؤذِّن ؟ عند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليهوسلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول : ثم صلوا علي ، فإنه منصلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنهامنـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ،فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة . وعند البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوةالتامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محموداالذي وعدته ؛ حلّت له شفاعتي يوم القيامة . وعند مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم أنه قال : من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولاوبالإسلام دينا ، غُفِر له ذنبه .
7 = الأمر في قوله عليه الصلاة والسلام : " إذا سمعتم المؤذِّن فقولوا مثلما يقول المؤذِّن " للندب وليس للوجوب ، فمن ردد خلف المؤذِّن فإنه يؤجر ،ومن لم يُردِّد خلف المؤذِّن فإنه لا يأثم .
8 = من كان في المسجد هل يقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ؟ لأن المؤذِّن إذا قال : حي على الصلاة ، فإن من سمعه يقول : لا حول ولاقوة إلا بالله ، أي أنه يتبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته ، ويستويفي ذلك من يجب عليه إجابة النداء ، ومن لا يجب عليه كالمرأة والمعذور . ولذلك فإن من كان في المسجد وقت الأذان فإنه يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا قال المؤذِّن : حي على الصلاة حي على الفلاح . والله تعالى أعلم . | |
|
| |
ɒσиᴊωαи {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
المساهمات : 2595 العمر : 104
| موضوع: رد: باب الصلاة الأحد ديسمبر 12, 2010 3:52 am | |
| | |
|
| |
mr_ashraf30 ~||جديد علي الخطي||~
المساهمات : 15 العمر : 26
| موضوع: رد: باب الصلاة الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 10:57 am | |
| شكرااااااااااااااااااا وتقبل مرورى | |
|
| |
| باب الصلاة | |
|