[ نحنُ والحياة ~ ▌│▌

[ نحنُ والحياة ~ ▌│▌




في ظل هذه الحياة المكتظة بالضجيج

تتسلل إلينا المشاكل من كل حدب وصوب ..

مشاكل في المنزل

مشاكل في العمل

مشاكل مع الأصدقاء

بل حتى مشاكل مع أنفـسنا

ولن تجد إنساناً يستطيع إنكار ذلك ولو في قرارة نفسه

حتى الملوك والرؤوساء وأصحاب المال والجاه

بل حتى من هداهُ الله إليه والتزم طريق الحق واجتنب المعاصي الصغار قبل الكبار

مُعرَض للإبتلاء والمشاكل في حياته ..

حتى تلك الفتاة ذات الشعبية الكبيرة التي تجلس بين مجموعة كبيرة من صديقاتها

وتضحك وتأنس بمن حولها من صديقات

لديها مشــاكل .. لكنها على الأقل تُخصص وقتاً للضحك ولتناسي مشاكلها الخاصة !





حتى ذاك المُطرب صاحب الإبتسامة التي سحرت قلوب معجباته

ذو الصوت الرّنان واللحن الفتّان والكلمات التي تؤثر في الجِنّان

ما أن تنتهي حفلته الغنائية .. حتى نراه يبحث عن الكاميرات

يُطارد أي برنامج للظهور فيه ..

كل ذلك .. من أجل قضاء وقته وفراغه النفسي الكبير

ولكيلا يُجبر نفسه على الاختلاء بها والتفكير في همومه ومشاكله ..!


تلك الممثلة الرقيقة صاحبة الأدوار الرشيقة ..

التي قيل عنها أنها فنّانةٌ جريئة ..

وتأخذ على أدوراها أموال غزيرة

لديها من الهم ما يسع الدُنيا ويفني أهلها !

دعوني أستعرض لكم أمثلة حيّة لمن كان الناس تظنهم سعداء

لكنهم كانوا في الحقيقة أشقياء




أغلبنا يعرف ذاك الروائي الشهير .. الذي بلغت شهرته الأفاق
وحاز على جائزة نوبل على إحدى رواياته
(أرنست همنجواي) .. رغم شهرته وكثرة معجبيه ومحبيه
إلا أنه وجد نفسه وحيداً في أواخر أيامه
خاصة أنه كان مريضاً .. فلم يحتمل مرضه
ولم يكن يعرف أن له رباً يلجأ له في الضرّاء
وفي مثل هذه الظروف السوداء
- وهنا وقفة .. لنحمد الله فيها على إسلامنا -
فقرر الخلاص بتفجير رأسه بطلقة من سلاحه !

وكثير منا سمع بتلك النجمة السينمائية اللامعة (مارلين مونرو)
تلك التي تربعت على عرش السينما العالمية سنوات طوال ،
وكان معجبوها أكثر من عدد شعرات رأسها
لدرجة أوصلتها لتكوين علاقة مع الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي
لا نتعجب لو علمنا أنها أنهت حياتها مع الإكتئاب النفسي الحاد
الذي ألم بها في أواخر أيامها
بالإنتـــحار ..

فمن في العالم هذا كله يبقى سعيداً طيلة عمره دون منقصات؟!
لا شك أن الإيمان بالله واتباع طريق رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام
اتباعاً صادقاً وإيماناً قلبياً وقولاً طيباً وفعلاً خيِّرَاً
يوصل المرء للسعادة .. لكنه في ظل هذه السعادة
سيكون مُعرّضاً للإبتلاءات .. خاصة وأن المؤمن مُبتلى ..
لكن إيمانه بالله يُخفف عنه الكثير من وطء أي مِحنة يتعرض لها
بل أنه سبب في تيسير كل عسير له وتوفيقه في كل طريق .

إذاً ..أُكرر السؤال .. من في العالم كله لم يُجرب المشاكل والهموم؟





واسأل نفسكَ الآن ..

لماذا لا تحمد الله أن جعل همومك أهون من هموم غيرك

بل لماذا لا تحمده وتشكره - وهو حقيقٌ بهذا الحمد في كل ظرف - على كل نعمة أحاطك بها ؟!

تأمل هذه الآية :
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم : 7]
فبالــشكر تدوم النعم وتزيد !!

أخي القارئ .. أُختي القارئة


احرق كل صفحات همومك السوداء

وابدأ بفتح صفحات جديدة

لونها بألوان الطبيعة الخلّابة

ارسم فيها الطيور والفراشات

ارسم فيها خلية عسلٍ تتطاير من حولها النحلَات

ارسم فيها وردة تتراقص أوراقها مع النسمات

بل ارسم حتى شِفاه تعلوها البسمَات

ارسم فيها نفسكَ وأنتَ تؤديالفرائض والعبادات

اكتب في أعلى الورقة .. ما مضى فات , وما ذهب مات , فلا تفكر فيما مضى , فقد ذهب وانقضى


أشكركم على طِيبِ قراءتكم
وآملُ لكم الفائدة مما قرأتم