حور العين ~||كبار الشخصيات||~
المساهمات : 1091 العمر : 28
| موضوع: رمـــضـــانــ والـتـقـوى السبت أغسطس 07, 2010 2:44 am | |
| ::بسم الله الرحمن الرحيم::
اخواني اخواتي...
هذه مقوله اخرى ايضا عن الشيخ:ابراهيم بن محمد الحقيل
ويتحدث فيها عن رمضان والتقوى وحبيت انقلها ايضا لكم للأستفاده
يقول حفظة الله::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكر لكم هذه الثقة الكريمة وأحب أن ابارك لكم بشهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة ...
وأقدم لكم هذا الموضوع وهو عبارة عن احد المطويات التي كتبتها عن شهر رمضان المبارك .. وهي بعنوان : ( رمضان والتقوى )
الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه.
أما بعد : فإن التقوى منقبة جامعة لصنوف البر والخير ، لذلك عظمت عناية القرآن بها ، وحسبك أن المواطن التي ذكرت فيها التقوى ومشتقاتها في كتاب الله العزيز قد نيّفت على أربعين ومائتي موطن : تأمر بالتقوى ، وتحث عليها ، وتربط الفلاح بها ، وتبرز منزلة المتقين في الدنيا والآخرة عند الله تعالى وعند الناس كما في قوله تعالى : (( وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من تقى وأُتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون )) < البقرة189>
فالتقوى خير ، ولباسها خير لباس ، وزادها أنفعُ الزاد ، ويكفيها شرفاً أن الله أمر عباده بها فقال تعالى : (( قل ياعباد الذين آمنوا اتقوا ربكم )) <الزمر10>
وفي آية أخرى قال سبحانه : (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الألباب )) <البقرة 197>
وفي ثالثة قال عز من قائل : (( ولباس التقوى ذلك خير )) < الأعراف26> وهي وصية الله لنا ولمن قبلنا : (( ولقد وصينا الذين أُتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )) < النساء 131>
من ثمرات التقوى :
للتقوى ثمرات عظيمة ، ونتائج كبيرة ، لأن الله تعالى ما أمر العباد بها ، وكرر ذلك إلا لعظيم مكانتها عنده وتقدس ، لذا كان الجزاء عليها متناسباً مع عظيم منزلتها ، ثمراتٌ وفوائد في الدنيا والآخرة منها :
1-أن العاقبة والنصر لأهلها ، كما في قول الله سبحانه : (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) < طهه 132> وقال تعالى : (( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ))< الأعراف 128>
2- بالتقوى يفرق العبد بين الحق والباطل ، وبين الخير والشر ، وبين الضار والنافع ، وتغفر له خطيئاته كما قال تعالى : (( ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم )) < الأنفال 29>
3- فوز المتقين بالنور ، إذ يظل النور ملازماً لأهل التقوى ، نور البصائر مع نور الأبصار ، لأن البصائر هي التي تعمي .. كما في قوله سبحانه : (( فإنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور )) < الحج46> لكن المتقين حُفظوا بتقواهم من عمى البصائر فهم بنور التقوى يوفقون في أعمال دنياهم وأعمال أخراهم .
وقد جاء النداء القرآني آمراً بالتقوى من أجل الحصول على ذلك النور حتى تستنير به البصائر مع نور الأبصار ، قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفرلكم ))<الحديد28>
4- أن المتقين أفضل الناس : التفاضل عند الله تعالى لم يكن بالجاه ولاالسلطان ولا المال .
ففرعون مانفعه سلطانه ، وهامان ماسرته وزارته ، وقارون ماأغنى عنه ماله . ولم يكن القرب من الله تعالى بلأحساب والأنساب ، فكبار قريش وسادةُ مكة الذين كانوا أميز الناس حسباً ، وأوسطهم نسباُ يتحلقون حول الكعبة ينتظرون ذلك العبد الحبشي بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه يصعد على ظهر الكعبة ، وأقدامه فوق هام السادات ، ليعلن النداء بالتوحيد بعد الفتح . ما كان بين عبوديته وبين مكانته تلك إلا سنوات قلائل ،وعم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب في نار لهب .. إنه العدل الرباني في إلغاء وسائل التفاضل بين البشر كلها إلا وسيلة التقوى وهي التي يستطيع أن ينالها كل أحد متى ماتخلى عن الشهوات ، وسارع إلى الطاعات
كما في قول الله سبحانه : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) < الحجرات 13> أتقاكم ! وليس أعزكم حسباً ، ولا أعظمكم جاهاً ، ولا أقواكم سلطانا ،، بل أكرمكم أتقاكـم وحسب .
5- أنهم يحظون بمعية الله تعالى وولايته : يكفي المتقين شرفاً معية الله لهم ، يحوطهم ويرعاهم ويحفظهم ويسددهم في أقوالهم وأفعالهم كما في قول الله تعالى : (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))<النحل 128> ثم إنهم نالوا ولاية الله تعالى كما قال سبحانه : (( إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون )) < الأنفال 34>
6- أنهم ناجون يوم القيامة : النجاة يوم القيامة تكون للمتقين في الحياة الدنيا ، : (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) <مريم 72> وقال سبحانه : (( وينجي الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ))< الزمر61>
7- أنهم آمنون يوم القيامة : لما كانت النجاة من نصيب المتقين في يوم القيامة كانوا هم أبعد الناس عن الخوف والحزن كما دل على ذلك قول الله تعالى : (( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ))<الأعراف35>
8- أنهم مبشرون بالجنة : وهل أعدت الجنة إلا لهم ؟!! قال سبحانـه : (( وأزلفت الجنة للمتقين )) < ق 31> وقال تعالى : (( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ))<مريم 63> قال تعالى : (( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أٌكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ))< الرعد35> وقال عز من قائل : (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين ))<آل عمران133>.
ندم المفرطين في التقوى
لا تسل عن ندم أهل النار على تقصيرهم في حق التقوى حينما يقول قائلهم : (( ياحسرتى على مافرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين (56) أوتقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين (57) <الزمر >.
كيف نحصل على التقوى ؟!
التقوى سهلة النيل لمن وفق من عباده ، لكن ما أعسرها على من كان عن الرحمة مبعداً . يحصل العبد عليها متى ماتخلى عن الشهوات ، وسارع إلى الطاعات ، ومن يستطيع ذلك إلا من كان من عباد الله موفقاً .
ماهي التقوى ؟!
عرّف التقوى طلق بن حبيب بكلمات مختصرات فقال رحمه الله تعالى : ( هي العمل بطاعة الله ، على نور من الله ، رجاء ثواب الله ، وترك معاصي الله ، على نور من الله ، مخافة عذاب الله ) _ السير للذهبي 4/602_
وقال ميمون بن مهران : ( لا يكون الرجل تقياً حتى يكون أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه )_ نزهة الفضلاء1/469_
علاقة رمضان بالتقوى :
رمضان من أعظم مواسم التقوى ، والصيام مسلك من مسالكها ، لذا أخبر النبي صلى الله عليه أن الصيام جُنة أي : وقاية يقي صاحبه الفحش والمحرمات ، وقد علل الله الصيام بالتقوى في قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) <البقرة 183>
فمن أجل حكم الصيام : الحصول على التقوى . ولكن هل فهم المسلمون هذا المعنى من الصيام ؟! إن كثير منهم وللأسف لم يفهموا منه إلا الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح ، لكنهم عن كثير من الشهوات لم يمسكوا !! أمسكوا عما أحل الله لهم ، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم ! فأي معنىً لهذا الصيام ؟ وأي تقوى تنال به ؟! يجمع واحدهم حسنات كثيرة من ذكر وقرآن ، وصلاة وقيام ، وصدقة وإحسان ، فما يبرح إلا قليلاً حتى ينفق ما جمع من حسنات ، ويستزيد عليها سيئات وخطيئات ، وذلك حين تغرب شمس ذلك اليوم الذي صامه ، وتنقضي تراويحه ، فينطلق في ميادين الشهوات مع جلساء السوء وأهل الفراغ ، في لهو وغفلة ، وقيل وقال ، وجهل وزور ،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري /6057
و والله الذي لا يحلف بغيره إن ما يعرض في رمضان في الفضائيات وغيرها لمن أشد الجهل وأعظم الزور : هدمٌ للعقيدة ، ونيل من التوحيد ، وتشويه للشريعة ، وتمييع للنصوص ، وضرب لبعضها في بعض ، وأخذ بعضها دون بعض . جعلوا رمضان مجرد طقوس وعادات من تعليق الفوانيس ، وصنع الحلوى ، والاجتماع على البدعة . عرضٌ لنداءات وحداءات وابتهالات تًغني على أنغام الأوتار ، في بعضها شرك وفي سائرها بدعة وعصيان . و أمـا مسابقاتهم في الميسر عينه ، وفيها استقسام بالأزلام . هذا ما يخص جانب العبادة عندهم . أما جوانب الفحش والسوء فلا تسل عنها من عري وانحلال ، أوغل في مداعبة الغرائز: حتى نقل الفاحشة من درك المعصية والكبيرة إلى منزلة الفكر والكفر : الفكر تحت شعار الحرية ، والكفر بالانطلاق من قيود الدين وتعاليمه . لم يكفهم ما يعيشونه من فساد وانحلال ، إنما يريدون فرضة على الأمة كلها . لم يتركوا العباد في محاريبهم حتى نالوا منهم تحت مصطلح الأصولية ، ولم يفتأوا عن تغريب الشعوب المسلمة ، وإفساد المرأة المسلمة ، والطفل المسلم ، وتدمير البيت الآمن . إذا أراد الناس الفساد بادروا بعرضه ، وإذا أرادوا الدين منعوهم منه ، وحالوا بينهم وبينه بحجة أنهم لا يدركون مصالحها !! وتحت شعارهم الحريـة تنتهك الحرية ، وتقتل الحرية !! يريد المتحررون المفسدون أن يبقى الدين في المسجد لا يتعدى عتبته ، ولا يخرج من بابه ، كما كان دين النصارى في الكنيسة لا يتعداها ، وأكثر ما يزعجهم أن يكون الدين موجوداً في الأسواق ، متغلغلاً داخل البيوت ، حاكما على التعليم والتربية ، والاقتصاد والسياسة ، والإعلام والصحافة . أنه النفاق الذي أبدوا وأعلنوه . وينخدع المشاهد المسكين بما يعرضونه في فضائياتهم من برنامج ديني وهو أبعد ما يكون عن الدين ، أو فيه لبس حق بباطل ، مع ترسيخ لقاعدتهم القديمة : دع ما لقيصر لقيصر ، ومال لله لله . إلا القليل ، والقليل جداً من البرامج الدينية الجادة . يعقب برنامجهم الديني غناءٌ رقيع ، أو فيلم خليع ، أو تقرير بدعة ، أو حوار زندقة ، تحت مسمى تلاقح الأفكار ، وسماع الرأي الآخر ولو كان ذلك سباً للذات الإلهية ، أو قدحاً في الدين ، أو تشكيكاً في الثوابت والمسلّمات !! فالصائم المسكين ، حقٌ أن يرثى لحاله ، حينما أهبطوه من منازل الصيام العالية ، وجردوه من معانيه السامية ، إلى حضيض الشبهات ، الارتقاء بالعقل العربي وهم يُسفون إسفافاً بليغاً : (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) < البقرة 12> > بلى والله إن أكثرهم يشعرون ، ولكنهم في طغيانهم يعمهون ، وفي غيهم يترددون : (( وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون )) < الأعراف 202> > فأين التقوى من قلوب هؤلاء ؟ وأين التقوى من قلوب المتسمرين أمام الشاشة ؟! وربنا تبارك وتعالى يقول : (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويلٌ للذين كفروا من النار (27) أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجّار)) < ص 27.28>
يا أيها الصائم .. انتبه لنفسك قد يغيب عن ذهن المؤمن معنى الصيام ، وحقيقة التقوى ، فينجرف مع المنجرفين خلف الجهل والزور ، ولكنه سرعان ما يُذكّر فيتذكر ، ويؤوب إلى الله تائباً منيباً . وهذا هو وصف المتقين في قول الله تعالى : (( إن الذين اتقوا لإذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )) < الأعراف 201> يصيب الواحد منهم ذنباً في غفلة وإجلاب من الشيطان ثم يتذكر عقاب الله وثوابه فيسارع بالتوبة والاستغفار ، ولا تزال الشياطين به تحاول إفساده شياطين الجن والإنس في مجالس الباطل واللهو وعبر الشاشات والأثير .. : (( وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون )) < الأعراف 202> وهو الجهاد معها فإن غلبته الشياطين انفرط من عقد المتقين ، وتخلف عن ركب الصائمين . وإن تغلب عليها وعلى شهواته ، فهو في طليعة المتقين ، ولربما قاد ركب الصائمين . وكان من أوائل الداخلين مع باب الريان الذي أعد للصائمين في جنات النعيم . أيها القارئ الكريم : ما كان هذا إلا تذكيراً في أوائل هذا الشهر المعظم الذي ينشط فيه أهل الباطل ، وتتنافس فيه الفضائيات على إفساد صيام الصائمين ، وتقوى المتقين . ولعل حكمة الله البالغة قد اقتضت أن ينشط شياطين الإنس بغية تغطية الفراغ الذي خلفه إخوانهم من شياطين الجن لما صُفدت في رمضان ، وكل ذلك امتحان للعباد وابتلاء .
فهذا تذكير والذكرى تنفع المؤمنين ، ومن لا يقبل التذكير والوعظ فأرجو أن لا يكون داخلاً في قول الله سبحانه : (( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) < البقرة 206> .
فيا أيها الصائم : احفظ صيامك ، وراقب ربك ، وحذار حذار أن تجمع حسنات النهار فتنفقها في الليل ، ثم تكسب أضعافها سيئات وأوزارا . احفظ صيامك واحفظ بيتك وأهلك وأولادك ، وقهم : (( ناراً وقودها الناس والحجارة )) < التحريم 6>.
فالأمر ليس بالهين ، والحساب عسير ، والموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، والسعيد من اتعظ بغيره ، والشقي من كان عظة وعبرة للناس ، أسأل الله تعالى أن يمن علينا بالتقوى ، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما عنه يرضى وأن يجعلنا من المقبولين آمـين .. والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
| |
|
ɒσиᴊωαи {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
المساهمات : 2595 العمر : 104
| موضوع: رد: رمـــضـــانــ والـتـقـوى الجمعة أغسطس 20, 2010 4:27 am | |
| | |
|